728 x 90

مدخل إلى جنس الرحلة:دراسة تاريخية للتدوين الرحلي: أيوب وحماني

مدخل إلى جنس الرحلة:دراسة تاريخية للتدوين الرحلي: أيوب وحماني

مدخل إلى جنس الرحلة:  دراسة تاريخية للتدوين الرحلي

أيوب وحماني

باحث بسلك الدكتوراه  بكلية اللغات والآداب الفنون

جامعة ابن طفيل القنيطرة

 

  1. تقديم

كثيرة هي الأشكال التي جسدت الإبداع الإنساني وجلته في قوالب مختلفة لها استقلاليتها وقانونها، مبتغية من ذلك الإحاطة به وتقديمه للجمهور في صيغ متعددة، ومحققة مبدأ التنوع الذي هو من خصائص هذا الإبداع. وفي هذا الإطار ظهر التعبير باللغة وبالرسم وبالموسيقى وبالرقص وبالنحت وغير ذلك من الأشكال.

وقد ساهم الانتقال من الشفهي إلى المكتوب في تقوية الأشكال المرتبطة باللغة؛ وذلك لاعتبارات دينية وسياسية واجتماعية فرضتها ضرورة التمدن والتحضر والسعي لبناء الدولة. ولا يخفى على الباحث في التراث الأدبي العربي ما لعبه الجانب الديني من دور في توفير السياق الذي أنتج لنا أصول أجناس أدبية مختلفة، تخضع لمنطق الحكي والإخبار، وتتأطر ضمن هدف واحد، وهو خدمة هذا الجانب، والتأكيد “على ماجاء به الإسلام”[1]؛ حيث كان القصص القرآني والسير والمغازي وأيام العرب أنويةً تولدت منها أنواع أخرى مثل سير الملوك الأوائل والحروب وأدب المسامراتيامأيانييييسسكتتتت وتاريخ الخلق، والتي كانت بدورها مفتاحا لميلاد جنس المقامة والحكاية الشعبية والسير إضافة إلى الرحلات. وهو ما يشي بقوة الارتباط بين هذه الأجناس[2] من خلال اعتمادها السرد وسيلة للتواصل، واشتراكها في فكرة البطل الذي أنتج لنا فيما بعد الذات، وفي فعل السفر المقترن بحس المغامرة والغرابة.

  1. الرحلة عنصرا

الأكيد أن عنصر الرحلة حضر مكونا في أشكال أدبية مختلفة[3] بدءا من الشعر؛ حيث يعمد الشاعر في مدحه إلى وصف رحلته وراحلته ومعاناته. والشخصية المحورية في المقامة تتسم دوما بالارتحال وتتوسل به، إلى جانب الفقر الناتج عنه، لأجل بلوغ مرادها. وفي كل هذه الأجناس نجد فعل السفر قائما، أو على الأقل يرمي بظلاله عليها؛ لارتباطه دائما بالجديد والعجيب من جهة، بحكم أن “الانتقال من مكان إلى آخر هو تحول من المعلوم إلى المجهول”،[4] ولأنه مفتاح السرد من جهة أخرى، بل إن ” الشرط الأساسي للحكاية هو الانتقال”.[5] ولذلك فإن الكثير من السرود، القصيرة والطويلة، المدونة منذ القرن الثاني الميلادي لا تولد الحكايات فيها إلا مع الأسفار”.[6]

  1. الرحلة وبداية الانعتاق

منذ القرن الثالث الهجري بدأت الرحلة العربية تأخذ بعدا نصيا خالصا[7] مستقلا بذاته، بالرغم من ارتباطها بالجغرافيا بحكم ضرورة التوسع الحضاري للذات الإسلامية؛ حيث يتيح هذا العلم معرفة البلدان والطرق والعمران والإنسان. فألفت كتب في هذا الصدد مثل” كتاب الأقاليم” و”البلدان الكبير” و”البلدان الصغير” لهشام الكلبي (ت حوالي 206هـ) و” رسالة في صفة الأرض والسماء والنباتات” للأصمعي (ت 216هـ) وكتاب ” كتاب الأمصار وعجائب البلدان” للجاحظ (ت 255هـ) وغيرها من الكتب التي تلتها والتي تشترك مع النص الرحلي في نفس الاهتمام، إلى درجة أن العديد من الباحثين يؤطرونها ضمن “الأدب الجغرافي” كالمستشرق إغناطيوس كراتشوفسكي الذي ألف كتاب بهذا العنوان.

غير أن هذا الضرب من التأليف يختلف عن الرحلة في نمط الكتابة وقصدية السفر والبعد الذاتي. هاته الركائز العامة حضرت بشكل متفاوت وخافِت في نصوص أخرى، كرحلة محمد بن موسى المنجم سنة 228 هـ إلى كهف الرقيم بناء على طلب من الخليفة الواثق. وأيضا رحلة سلام الترجمان للتأكد من أن سد قوم يأجوج ومأجوج ما يزال يحول بينهم وبين الخليقة. والرحلتان نقلهما ابن خرداذبة في المسالك والممالك، ويظهر من خلالهما فروق جوهرية بينهما وبين الكتب المذكورة آنفا، حيث تظهر منهما البوادر الأولى لمعالم هذا الفن من خلال البعدين الحكائي والذاتي.

  1. الرحلة جنسا مستقلا

4-1: الرحلات التراثية

كان النصان السابقان ومن سار في فلكهما إيذانا بظهور نصوص جديدة نتيجة سياقات متعددة، ترتبط بجانب موضوعي متجسد في حاجة الدولة للتقوي والتوسع، كما ترتبط بجانب ذاتي ممثلا في رحلة البحث عن الطهرانية أو التعلم أو الترفيه. وباختلاف هاته السياقات اختلفت أصناف الرحلات؛ فجاءت الرحلة السفارية والرحلة الدينية ( الحجية والزيارية) والرحلة العلمية، إضافة إلى نوع آخر هو الرحلة الخيالية، وكل نوع تنضوي تحته أنواع أخرى.

وهكذا جاء ابن فضلان ودون رحلته السفارية التي قام بها سنة 309 هـ  رفقة وفد متعدد المشارب إلى بلاد الترك والخزر والصقالبة والروس، بناء على أمر الخليفة المقتدر بالله لتفقيه الناس وتعليمهم أصول الدين الحنيف ولمساعدة ملك البلغار في بناء مسجد وحصن. حيث تعتبر من أقدم الرحلات المدونة و “نموذجا رائدا ورائعا من نماذج الكتابة في أدب الرحلات”[8] من خلال روعة أسلوبها ودقته وفنيته، علاوة على أنها “أشبه بالقصة، تتماسك حلقاتها وأحداثها، كرواية متشابكة يتصل أولها بآخرها”[9].

غير أن رحلة ابن جبير الأندلسي سنة 578 هـ المتوجهة إلى الحجاز والشام والمؤطرة ضمن الرحلة الدينية تعتبر انعطافة كبيرة في التدوين الرحلي، إذ أسست للمعايير الكبرى لهذا الجنس من خلال التقديم وكذا طريق الذهاب ولحظة الوصول ثم طريق الإياب. هذا إضافة إلى انعكاس شخصية الأديب والشاعر على الأسلوب؛ فجاءت سلسة جامعة السرد والشعر بطريقة متناغمة، ومتوازنة من حيث مكوناتها المعرفية، ومضبوطة بتواريخ محددة منذ الانطلاقة إلى حين الوصول والعودة، ولا يطغى فيها البعد المعرفي على الذاتي، مما جعلها متخلصة “من كثير مما صبغ رحلات سابقيه من تداخل واسع بين شتى الموضوعات، وبذلك اتسمت بطابع أدبي أنقى، فكانت أكثر آثار العصور الوسطى قيمة في هذا المجال”[10]. وقد أفاد من هذه الرحلة مجموعة من الرحالة والجغرافيون بعده[11]، حيث نقلوا منه فقرات، بل إن العبدري، صاحب الرحلة المعروفة باسمه، حينما يذكر في نصه بعض الأحداث التي وقعت له، فإنه يؤكدها بما عاشه ابن جبير وكأنه يمارس التناص، وذلك لتشاركهما في الحس النقدي.[12]

وفي القرن الهجري التاسع قام الرحالة الفقيه أبو الحسن علي القلصادي الأندلسي برحلة علمية إلى الجزائر وتونس ومصر ثم أرض الحجاز للحج، وقد كان في هذه البلدان طالبا وشيخا، ورغم أن رحلته قد حج فيها إلا أن غرضه من التدوين كما يصرح هو في مقدمة رحلته أن يكون “معرفا بأشياخي من أهل العلم الذين أخذت عنهم رضي الله عنهم وأرضاهم وبرحلتي من بسطة مسقط رأسي”[13] فهو يقصد من خلاله أن يكون ورقة تعريفية عنه وعن رحلته.

وتجدر الإشارة إلى أن الرحلات قد لا تلتزم بموضوع محدد؛ فقد تكون سفارية وحجية أو حجية وزيارية أو حجية وعلمية أو حجية وزيارية وعلمية وسياحية مثل ابن بطوطة؛ حيث أطر الدكتور عبد الهادي التازي رحلته ضمن صنف الرحلة العامة[14]. وقد كان هذا الرحالة مستحقا للقب” رحالة العرب والعجم” كما استحقت رحلته أن تكون أعظم رحلة في تاريخ البشر جمعاء.[15] ولعل ذلك راجع إلى أن ابن بطوطة رجل خلق ليسافر ويكتشف لا ليستقر، فقد كان يقصد الحج وزيارة قبر النبي عليه السلام، لكنه وهو بمصر رأى رؤية عبرها لها الشيخ المرشدي وأنبأه أن سيزور اليمن والعراق والترك والهند[16]، فكان أن قام بذلك. ولعل عظمة الرحلة تتمثل في الاعتماد على البعد الذاتي إلى درجة أنها أصبحت سيرة ذاتية له، كما أنها زاوجت بين الواقعي والعجائبي، وبين التفصيل والاقتضاب. إضافة إلى أن انطباعات الرجل ومواقفه مبنية على الاحتكاك وليس الاطلاع، لذلك كان يتزوج بنساء كثير من المناطق التي زارها، ويخالط الناس في الأسواق وفي حلقات العلم وفي مجالس السياسة. دون أن ننسى أن رحلته حازت السبق في التوجه إلى دول بعيدة كالهند والصين وجزر المحيط الهندي والأناضول وغيرها.

وتحتل الرحلة الخيالية مكانة هامة في التراث العربي إذ ساهمت في توسيع الدائرة الأجناسية لهذا النوع، بانبنائها على فعل الانتقال من العالم المادي إلى العالم الخيالي ، من أجل “البحث عن الأنا في الآخر والغير، والبحث عن التطهر والخلاص للوصول إلى بديل هو يقين ما استحال وجوده في الواقع العيني”[17]. فرسالة الغفران للمعري هي رحلة نحو الآخرة يتخيل فيها أن ابن القارح[18] أُدخل الجنة ويُطاف به فيها،  ويلتقي الشعراء ويسألهم عن علة دخولهم الفردوس،  ثم يتجول على الخلق في أرض المحشر ويسأل الشفاعة ممن ترجى منهم، ثم يدخل النار فيلتقي بأهلها وعلى رأسهم إبليس، ثم يعود إلى الجنة ويرتاح فيها. وبالرغم من كون الرحلة خيالية فإنها “نص أدبي يحمل العديد من المعارف التي يؤكدها أو يدحضها”[19] المعري؛ إذ أن الرسالة في عمقها تناقش قضايا نقدية متعلقة بنصوص مختلف في تأويلها. وهي كذلك تأكيد لرحمة الله على خلقه، وأن الجزاء بيده سبحانه، مما يشكل زعزعة لبعض الاعتقادات السائدة في دار الدنيا.

فهذه نظرة موجزة عن الرحلة التراثية، رأينا فيها بعض المتون المشهورة التي ساهمت في بناء معيارية النص الرحلي، وما جاء بعدها فقد كان على نحوها ونهجها ملتزما بالنمط المتراكم خاصة على المستوى الشكلي، سواء في شقيه التنظيمي والأسلوبي.

4-2: رحلات القرن التاسع عشر وما بعده

منذ القرن التاسع عشر أخذت الرحلة منحى آخر على مستوى الموضوع؛ فبعد النهضة الأوروبية وأثناء وبعد عمليات الاستعمار التي شهدها العالم العربي، أُرْسِل الرحالة إلى الغرب، سواء من أجل التكوين أو تمثيل البلدان العربية في المحافل الدولية. فتحصلت عندهم صدمة وانبهار بالمستوى الصناعي والعلمي والعمراني والإداري الذي وصلت إليه  هذه البلدان،  فكانت رحلاتهم مرآة للآخر؛ حيث وصفت الآلات والاختراعات ووسائل النقل والطرق والقناطر ودور الفن والمجالس السياسية… كما شكلت مرآة للذات تعكس انحطاطها وتخلفها وعيشها على مجد الأسلاف، فطرح السؤال المشهور لماذ تقدموا وتخلفنا؟

ولما كان النص الرحلي تعليميا ومشروعا إصلاحيا فإن نصوصا كثيرة من هذا القرن شكلت دعوة صريحة للاقتداء بالغرب والأخذ بأسباب قوته مادامت لا تتعارض مع الشرع، وفي هذا الإطار تأتي رحلتا أحمد فارس الشدياق ” الواسطة في أخبار مالطة” و”كشف المخبا عن فنون أوروبا” ورحلة رفاعة الطهطاوي “تخليص الإبريز في تلخيص باريز” ورحلة جرجي زيدان “رحلة إلى أوروبا” ورحلة الفقيه المغربي محمد الحجوي الثعالبي “الرحلة الأوروبية”…

أما على المستوى الشكلي فإن النصوص الرحلية المدونة في هذا الحقبة وخاصة المغربية جمعت بين “الفصيح واللهجي،… بين اللغة الوظيفية والمصطلح الأجنبي بين التعريب والتعجيم”[20] إضافة إلى استعمال الرسوم لتقريب الموصوف من المتلقي. لكنها أبقت على النمطية التأليفية والأسلوب الكتابي السائدين.

وإذا كان الانفتاح من أهم خصائص النص الرحلي، فإنه في الوقت الراهن لم يحافظ على نمطيته؛ بل عرف تنويعات عديدة، فرضتها مستجدات كثيرة منها:

  • جنوح المثقف (الرحالة) المعاصر نحو التجديد في كل شيء.
  • الانتشار الكبير لجنس الرواية وتطوره المطرد، حيث أصبح عملة رائجة بين القراء؛ بحكم معالجته للقضايا الإنسانية والمجتمعية المختلفة، ولقطيعته مع النثر الكلاسيكي؛ حيث أسهمت الرواية “في تخليص اللغة من قيود السجع والبلاغة الشكلية المطلوبة لذاتها ومالت بها نحو لغة نثر “عادية” ولكنها قادرة على الوصف والتجديد والتحليل والتصوير”،[21] ما جعل أسلوبها متداولا بين الكتاب باختلاف منازعهم، حيث يقبل عليها المفكر ورجل الدين والصحفي والعالم وغيرهم.
  • تطور الوسائل السمعية البصرية وعلم الخرائط إلى درجة أنه يمكن تجول العالم بنقرة على الزر.[22]
  • ظهور برامج مرئية متخصصة في تقديم البلدان المغمورة فضلا عن المشهورة، وكثير منها يتخذ شكل رحلة مصورة.[23]
  • تطور وتنوع وسائل النقل التي اختصرت الزمن، ما أتاح فعل السفر لمجموعة كبيرة من الناس.

كل هذه المستجدات وغيرها جعلت الرحلة المعاصرة متميزة عن التراثية على مستوى الشكل والمضمون،  وأكيد أن المقال يقصر عن الإحاطة بهذا الجديد، لذلك ارتأينا أن نفرد الحقبة المعاصرة لجنس الرحلة بمقال آخر مستقل.

  1. خاتمة

كانت هذه نظرة موجزة عن رحلة الرحلة بما هي انتقال من العنصر والمكون إلى البنية، من العنصر المحكوم إلى البنية المهيمنة، من الجنس المضطهد إلى الجنس الخالص.

ونص الرحلة بهذا الانتقال المطرد ينبئ القارئ أنا في رحلة مطردة لا تتوقف دون أن تفقد أصالتها وهويتها الأجناسية، وذلك راجع إلى أنه نص متسم بالانفتاح، سواء تعلق الأمر ببنية الكتابة أو بالموضوع الذي تشتغل به، وهذه الخاصية هي ما يضمن استمرارها وتطورها ومواكبتها للإبداع البشري.

 

 

[1] – شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي: التجنس، آليات الكتابة، خطاب المتخيل. دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر. ط:1 / 2006. ص: 23.

[2] – وهذا ما يجعل الدعوة المنادية بإسقاط الحدود بين الأجناس الأدبية أمرا  ذا أصالة ومصداقية.

[3] – للتوسع أكثر، يراجع ما كتبه الأستاذ شعيب حليفي في كتابه الرحلة في الأدب العربي، م.م من ص:100 إلى 116. وينظر أيضا في ما كتبه الأستاذ سعيد يقطين في كتابه السرد العربي مفاهيم وتجليات. دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر. ط:1 / 2006. ص: 203.

[4]–  شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي… م .م. ص:28.

[5] – عبد الفتاح كيليطو، الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي. دار توبقال للنشر، الدار البيضاء – المغرب. ط: 02/ 2006. ص:109.

[6]– شعيب حليفي، العبور إلى التخييل. مقدمة ندوة  “الرواية والسفر: تقاطعات التخييلي والتسجيلي”. منشورات مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء. ط:01/2015 . ص: 8.

[7] – يقصد بالخالص هنا أن النص الرحلي استقل بنفسه في شكل أدبي خاص به، حيث انتقل فعل السفر من وضعية الهامش داخل نصوص سردية إلى وضعية المركز في شكله الجديد، وقد يلتبس هذا المصطلح بتجنيس الرحلة، إذ هناك اختلاف حاصل بين النقاد بخصوص إطارها العام هل تنتمي إلى الأشكال الخالصة أو الهجينة. ينظر مثلا ما ناقشه الدكتور محمد حاتمي في كتابه الرحلات المغربية السوسية بين المعرفي والأدبي. منشورات مختبر البحث في التراث والأعلام والمصطلحات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكادير. ط:1/2012. ص: 20- 21- 22 – 23.

[8] – فؤاد قنديل، أدب الرحلة في التراث العربي. مكتبة الدار العربية للكتاب، مدينة نصر- مصر. ط: يوليو 2002.        ص: 163.

[9] – أحمد ابن فضلان، رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة  إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة سنة 309هـ – 921 م. تحقيق سامي الدهان. مطبوعات المجمع العربي بدمشق. دون تاريخ. من مقدمة المحقق ص:28.

[10] –  حسني محمود حسين، أدب الرحلة عند العرب. دار الأندلس للطباعة والنشر، بيروت –  لبنان. ط:2/ 1983. ص:21.

[11] – هناك تفصيل في اللذين أفادوا من هذه الرحلة في كتاب مشوار كتب الرحلة قديما وحديثا لسيد حامد النساج. دار غريب للطباعة، القاهرة – مصر. دون تاريخ، ص: 19 – 20.

[12] – على سبيل المثال ذكر العبدري خبر اعتراض الحجاج من طرف حرس الإسكندرية يقول: “وذلك لما وصل إليها (الإسكندرية) الركب، جاءت شرذمة من الحرس – لا حرس الله مهجتهم الخسيسة ولا أعدم منهم لأسد الآفات فريسة – فمدوا في الحجاج أيديهم، وفتشوا الرجال والنساء، وألزموهم أنواعا من المظالم، وأذاقوهم ألوانا من الهوان، ثم استحلفوهم وراء كل ذلك كله… وكنت إذ رأيت فعل المذكورين ظننت أن ذلك أمر أحدثوه حتى حدثني نور الدين أبو عبد الله…حكاية… إملاء من كتابه قال…حدثني الشيخ…ابن جبير… أنه ورد الإسكندرية في ركب عظيم من المغاربة برسم الحج فأمر الناظر على البلد بمد اليد للتفتيش والبحث عنا بأيديهم ففتش الرجال والنساء وهتكت حرمة الحرم…” أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري، رحلة العبدري. تحقيق علي إبراهيم كردي. دار سعد الدين، دمشق – سوريا. ط: 1/1999. ص: 216 -217.

[13] – أبو الحسن علي القلصادي الأندلسي، رحلة القلصادي. تحقيق ودراسة محمد أبو الأجفان. الشركة التونسية للتوزيع 1978. ص: 82.

[14] – أبو عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، رحلة ابن بطوطة المسماة ” تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”. تحقيق ودراسة عبد الهادي التازي. مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سلسلة التراث، 1997. المجلد الأول ص: 146.

[15] – عبد الهادي التازي، المرأة عند ابن بطوطة. مقال ضمن ندوة “الرحالة العرب والمسلمين: اكتشاف الآخر المغرب منطلقا وموئلا”. أيام 14-15-16-17 دجنبر 2003 بالرباط. مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء ط:1/ نونبر 2003. ص: 55.

[16] – أبو عبد الله الطنجي، رحلة ابن بطوطة… م.م. المجلد الأول، ص: 194.

[17] – شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي… م .م. ص:165.

[18] – ابن القارح هو الذي وجه رسالة لأبي العلاء المعري يستفسره، فكان الكتاب جوابا عنها.

[19] – شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي… م .م. ص:164.

[20] – محمد العساني الأندلسي، الرحلة التتويجية إلى عاصمة البلاد الإنجليزية 1902. تحقيق عبد الرحيم مؤدن. دار السويدي للنشر والتوزيع أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت – لبنان. الطبعة:1/ 2003.ص:29.

[21] – شكري عزيز الماضي، أنماط الرواية العربية الجديدة. سلسلة عالم المعرفة، شتنبر 2008، كتاب عدد 355. ص:09

[22] – ما جعل أحد الباحثين يزعم أن “أدب الرحلة أوشك أن يكون- كالفلسفة – تراثا فقط لا جديد يمكن أن يضاف إليه”. فؤاد قنديل، أدب الرحلة في التراث العربي. م.م. ص: 13. وهذا في نظري رأي مجانب للصواب وينم عن عدم إدراك للغاية التي يبتغيها الرحالة من تدوين رحلته، والتي لا تقتصر على تنوير المتلقي كما هو عند الأستاذ فؤاد، بل إن الرحالة أول ما يقصد في رحلته هو ذاته التي يبحث عن طهرانيتها وسرورها. لذلك فكثير من الرحلات هي سير ذاتية لأصحابها. وإن جاز لنا التسليم برأيه فسنقصي كل الرحلات الحجازية التي جاءت بعد رحلة ابن جبير مثلا، بحكم أن اللاحق عليها سيكون معادا من القول مكرورا، فالطريق والمخاطر واحدة، وهي معلومة منذ أول رحلة، فلا داعي إذن لتكرارها. لكن الذي يطلع على رحلة العبدري مثلا سيتبين له الفرق بينهما، إذ عمد الأخير إلى تصحيح وتأكيد مجموعة من المعلومات التي أوردها الأول. والرحالة حينما يصف يفعل ذلك بخلفيته وثقافته وذاتيته، ومن تم فالرحلة هي سفر الذات، وتدوينها بوح الذات، متجاوزة النظرة التقزيمية والتسقيفية الممثلة في معرفية الرحلة. وقد أكد الأستاذ عيسى بخيتي على تميز كل تجربة رحلية عن التجارب الأخرى، حيث أرجع ذلك إلى الروح الذاتية التي تعيش الرحلة بمشاعرها المختلفة، كالخوف من مخاطر الطريق، أو الفرح عقب قضاء الغرض وغيرها، وهذا ينعكس على المتن بشكل جلي، مما يجعل “الرحلة كتجربة فريدة ليست متشابهة، ولو تشابه الفعل وتكررت الشخصيات، وذلك راجع لتعّدد واختلاف المعطيات في كل مرة، واختلاف الأحداث وتنوعها، وظروف الرحالين وأمزجتهم.” عيسى بخيتي، أدب الرحلة الجزائري الحديث. دار السويدي للنشر، أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة. والمؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت – لبنان. الطبعة:1/ 2017. ص:212.

[23] – على سبيل المثال وثائقيين مصورين “على خطى ماركو بولو” و”إثيوبيا على الأقدام” بثتهما قناة الجزيرة الوثائقية سنة 2016 عبر حلقات متعددة.

 

 

المصادر والمراجع المعتمدة

  1. ابن فضلان أحمد، رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة سنة 309هـ – 921 م. تحقيق سامي الدهان. مطبوعات المجمع العربي بدمشق- سوريا، دون تاريخ.
  2. الأندلسي أبو الحسن علي القلصادي، رحلة القلصادي. تحقيق ودراسة محمد أبو الأجفان. الشركة التونسية للتوزيع 1978.
  3. الأندلسي محمد العساني، الرحلة التتويجية إلى عاصمة البلاد الإنجليزية 1902. تحقيق عبد الرحيم مؤدن. دار السويدي للنشر والتوزيع أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت – لبنان. الطبعة:1/ 2003.
  4. بخيتي عيسى، أدب الرحلة الجزائري الحديث. دار السويدي للنشر، أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة. والمؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت – لبنان. الطبعة:1/ 2017.
  5. حاتمي محمد، الرحلات المغربية السوسية بين المعرفي والأدبي. منشورات مختبر البحث في التراث والأعلام والمصطلحات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكادير. ط:1/2012.
  6. حسين حسني محمود، أدب الرحلة عند العرب. دار الأندلس للطباعة والنشر، بيروت – لبنان. ط:2/ 1983.
  7. حليفي شعيب، الرحلة في الأدب العربي: التجنس، آليات الكتابة، خطاب المتخيل. دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر. ط:1 / 2006.
  8. الطنجي أبو عبد الله بن محمد اللواتي، رحلة ابن بطوطة المسماة ” تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”. تحقيق ودراسة عبد الهادي التازي. مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سلسلة التراث، 1997.
  9. العبدري أبو عبد الله محمد بن محمد، رحلة العبدري. تحقيق علي إبراهيم كردي. دار سعد الدين، دمشق – سوريا. ط: 1/1999.
  10. قنديل فؤاد ، أدب الرحلة في التراث العربي. مكتبة الدار العربية للكتاب، مدينة نصر- مصر. ط: يوليو 2002.
  11. كيليطو عبد الفتاح، الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي. دار توبقال للنشر، الدار البيضاء – المغرب. ط: 02/ 2006.
  12. مجموعة من المؤلفين، “الرحالة العرب والمسلمين: اكتشاف الآخر المغرب منطلقا وموئلا”. تحرير وتقديم نوري الجراح. مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء ط:1/ نونبر 2003
  13. مجموعة من المؤلفين، “الرواية والسفر : تقاطعات التخييلي والتسجيلي “. تنسيق وتقديم شعيب حليفي. منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – الدار البيضاء. مطبعة Force Equipement. ط:01/2015.
  14. النساج سيد حامد، مشوار كتب الرحلة قديما وحديثا. دار غريب للطباعة، القاهرة – مصر. دون تاريخ.
  15. يقطين سعيد، السرد العربي مفاهيم وتجليات. دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر. ط:1 / 2006.

 

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المقالات