فاطمة اخدجو
كلية اللغة العربية، جامعة القاضي عياض، مراكش
ميز الله عز وجل الإنسان بعمليات ذهنية معقدة يكمل بعضها بعضا، منها التفكير، والخيال، والفضول لحب المعرفة. هذه الملكات التي أودعها الله فينا لم يشأ أن تبقى هملا، أو تترك غفلا دون تنميتها وشحذها، ولعل الأيات الكريمة التي تحث على التفكر والتذكر والتعقل والارتقاء في طلب العلم خير دليل. يقول عز من قائل في محكم التنزيل: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ}.
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.
{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}.
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ}.
ولا يوجد شخص أثرى المعرفة الإنسانية وساهم في الإرث الحضاري العالمي، وسجله التاريخ كرائد من رواد العلم إلا واستغل ملكاته العقلية خير استغلال ووظفها أحسن توظيف. ويعد الفضول العلمي والتفكر من أهم هذه الملكات، فهما الحافزان القويان والمحركان الرئيسان لكل التطورات الفكرية والابتكارات الرائدة التي غيرت مجرى تاريخ البشرية وأرست دعائم النهضة والتقدم في عديد المجالات وفي شتى المجتمعات. يقول اينشتاين: “ليس لدي موهبة خاصة، ولكني شديد الفضول”، فالفضول والتفكر ملكتان تبعثان على تحري الحقيقة والوصول إلى كنه الأشياء وفهم الظواهر الطبيعية والإنسانية وكشف خباياها وما يكتنفها من غموض، مع إيجاد القوانين الضابطة التي تحكمها. ولهما توابل أخرى ترتبط بهما ومعهما، نجملها في النقط التالية:
– حب العلم والاستطلاع والاستغراق في طلب المعرفة؛
– العمل الجاد والصبر والمثابرة؛
– المرونة والانفتاح على الآراء والحقائق المطروحة؛
– الموضوعية والحياد؛
– قبول النتائج ومشاركتها؛
– الأمانة العلمية والانضباط.
ولابد من الإشارة إلى أن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية عما ذكرناه، ووتتعالق مع قيمتي الفضول العلمي والتفكر ولا تنفك عنهما، لعل أهمها السياسة التعليمية، فإذا كان الفضول العلمي والتفكر نشاطين فطريين مقرونين بشغف لمعرفة الحقيقة عند أشخاص دون غيرهم، فهما أيضا صناعة لها مقومات أساسها الرأسمال اللامادي أو الإنسان. فكيف يمكن تنميتهما لدى المتمدرسين، وتعزيزهما كقيمتين لا غنى عنهما في التحصيل الدراسي؟
وتجدر الإشارة إلى أن المجتمعات المتقدمة والتي تمتلك سياسة تعليمية قوية، ترسي دعائم الفضول العلمي والتفكر وتشجع على تخصيب الخيال وتغذية الذكاء وتطوير المهارات، من خلال بيئات محفزة وتعليم ملهم. يقول أحمد زويل وهو أحد العلماء الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 ومخترع الميكروسكوب رباعي الأبعاد: “تحتاج الأبحاث التي يحركها الفضول مبدئيا إلى علماء مبدعين يعملون في بيئة نشطة تشجع عناصرها على التعاون بين الباحثين وتؤلف بين المجالات المختلفة، ولكن يجب ألا يتم تقييد هذا المناخ بالإدارة الرتيبة والجامدة؛ إذ إن العقول المبدعة لا تعمل جيدا مع البيروقراطية”.
وقد فطنت المجتمعات العلمية إلى أن الفضول العلمي والتفكر صناعة أيضا لها مقوماتها، إذ ترصد لهما إمكانيات مادية وبشرية وتبرمجان في المناهج الدراسية والمقررات، بل هناك مؤسسات تتصيد المواهب التي تتسم بالفضول العلمي الزائد والفكر المتقد، فتحتضنها وترعاها وتشجع فيها هاتين الخصلتين حتى تتأصلان فيها وتصبحان جزءا لا يتجزأ من شخصيتها، فتحمل مشعل العلم في بلدانها وتساهم في نهضتها ورقيها.
وبالمقابل، هناك مجتمعات تساعد على تثبيت الأفكار النمطية وتعيد إنتاج الأفكار البالية والجاهزة التي تطمس الفكر والفضول الفطري وتستخف بهما، فتنطفئ جذوتهما ويموتان في مهدهما. وعلى اعتبار أن هناك مؤسسة مسؤولة عن التنشئة الاجتماعية وعلى زرع الضوابط القيمية والمثل والتوجهات والمعارف والمهارات، وهي المدرسة، فالسؤال المطروح وبشكل ضاغط، هو: ما هي المدرسة التي نريد وما نوع التعليم والتربية الذين نرتجي الحصول عليهما؟
هل المدرسة التي تبني الإنسان الذي يفكر ويبدع وينتج، أم المدرسة التي تلقن وتضع الخطوط الحمراء وتطمس الفكر والتحليل وتحجبه؟
يحيلنا هذا السؤال على سؤال آخر لا يقل أهمية، وهو أي نوع من التفكير نريد تبنيه في مدارسنا، أهو الفكر التقليدي الذي يقتصر على الموضوع ويستهلك ما يطرح دون مساءلة؟ أم التفكير النقدي، الذي ينفذ إلى عمق الأشياء ويحلل جميع عناصر الموضوع الظاهرة والخفية، ويتطلع إلى المسكوت عنه من خلال أسئلة فضولية مستفزة؟
ستمكننا إجابة هذه الأسئلة من معرفة السياسة التعليمية المتبعة وتحديد نوع الخريجين الذين نريد.
يقول بياجيه Piaget إن الهدف الرئيس للتربية هو خلق رجال يتمكنون من عمل أشياء جديدة وليس إعادة الأشياء القديمة التي أدتها الأجيال السابقة وتشكيل العقول التي لا تقبل كل شيء يقدم لها من دون تمحيص وتدقيق وتحليل.
ويحسُن بنا أن نشير إلى أن بناء الإنسان السوي الفاعل والمؤثر في مجتمعه لا يحدث عبثا، بل توضع له مخططات وتحدد له أهداف، لأن بناء الإنسان هو الركيزة والأساس الذين بدونهما ينهار كل شيء. وقد سبق ونشر الكاتب البرازيلي باولو كويلو قصة قصيرة مفادها أن بناء الأنسان هو المفتاح لبناء العالم. ونعيدها هنا للاستئناس:”كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته، وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة وقدمها لابنه، وطلب منه إعادة تجميع الخريطة، ثم عاد إلى قراءة صحيفته، ظانا أن الطفل سيبقى مشغولا بقية اليوم، إلا أنه لم تمر خمس عشرة دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة، فتساءل الأب مذهولا: “هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا ؟” رد الطفل قائلا: “لا! لكن كانت هناك صورة الإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم…”
هنا بيت القصيد، بناء الإنسان، كيف السبيل إلى ذلك؟ هل البناء يحتاج إلى رؤية، وخطة، وبرنامج، ونخب، ونتائج قابلة للقياس والتقويم، أم أشياء أخرى غير هذه؟
ونجد أن الدول الكبرى مثل اليابان وأمريكا تؤمن بأن بناء الإنسان وتقويته وإعداده للمستقبل هو حجر الزاوية، وترصد ميزانية كبيرة لذلك، وعيا منها أن الدولة القوية والاقتصاد المتين لا وجود لهما في غياب هذا البناء. وهذا يحدث منذ اليوم الأول الذي يلج فيه التلميذ المدرسة إلى أن يتخرج.
وتبين الدراسات أيضا أن أنماط التفكير السائدة في المجتمعات ترتبط ارتباطا وثيقا بتفوق أو عدم تفوق الطلبة في مجالات بعينها، إذ أكدت دراسة هونج وسيسكو (Haung and Sisco 1994)، تفوق الطلبة الصينيين في أسلوب التفكير العملي على الطلبة الأمريكيين.
إذن ما هي الأسس والمقومات التي تبني الإنسان الناجح؟
بداية، لابد من الاهتمام بالجانب النفسي والتربوي للمتعلم، وذلك بزرع الثقة في نفسه وتشجيعه على التفكير بإثارة فضوله ولفت نظره إلى ما يطرح أمامه من ظواهر ومعلومات وأفكار، باعتماد تعليم منظم وهادف، ينمي المهارات ويشحذها من خلال ما يلي:
تعويد المتعلم على طرح السؤال وبيان مشروعيتة، مع استفزاز مداركه لتفسير الظواهر؛
لفت انتباهه إلى خصائص الأشياء والفروقات الدقيقة التي تميز كل شيء على حدة؛
تحفيزه على القراءة الواعية وجمع المعلومات من عدة مصادر وتوثيقها، إضافة إلى متابعة المستجدات في العلوم المختلفة؛
تشجيعه على إبداء آرائه واقتراحاته وتصويباته للموضوع المدروس؛
تعويده على قبول النقد وعدم التعصب للرأي، مع تنبيهه إلى ترك مسافة بين شخصه وبين الموضوع قيد الدراسة؛
إكسابه مهارة التحليل والنفاذ إلى عمق الظواهر، من خلال التفكير النقدي التفكير المنطقي السليم المبني على تحليل المعلومات والتأكد من صحتها، مع تأمل المواقف وتقييمها، بناء على الإمكانيات المتاحة، لاتخاذ القرارات والوصول إلى الاستنتاجات.
وسطر عبد الرحمن البلادي مجموعة من الأسئلة التوجيهية التي لا يستغنى عنها أي إنسان يتصف بالفضول العلمي والتفكر، وصنفها إلى أسئلة وصفية وتحليلية وتقييمية، ونعيدها هنا لأهميتها ودورها في تحفيز الفكر.
– الأسئلة الوصفية: نتعرف من خلالها على الموضوع الذي نبتغي دراسته، مع تحديد أبعاده والمعلومات التي تتصل به. ولابد من مراعاة التسلسل المنطقي في الطرح، وتحديد المعلومات بدقة والمصادر التي اعتمدت. وتبتدئ الأسئلة الوصفية ب: ماذا؟ أين؟ من؟ متى؟
ماهو الموقف/ المحتوى/ الموضوع، الذي يجب التركيز عليه ومناقشته.
ماهي أهم نقطة في الموضوع/ المشكلة؟
أين حدث الموضوع/ المشكلة؟
من الذي أحدث الموضوع/ المشكلة؟ من هي الأطراف المؤثرة والمتأثرة؟
متى حدث الموضوع/ المشكلة؟
– الأسئلة التحليلية: نتدرج من خلالها في التحليل بتفكيك الموضوع ومناقشة أجزائه وتقديم تعليل للفرضيات المقبولة، والفرضيات التي تم استبعادها ودعم الأدلة بالحجج والبراهين. وتبتدئ الأسئلة التحليلية ب: كيف؟ لماذا؟ وماذا لو؟
كيف يؤثر أحد عوامل الموضوع على الآخر؟ أو كيف يؤثر الجزء على الكل أو على الموضوع بكامله؟
كيف يعمل الموضوع نظرياً وتطبيقياً في محتواه الحالي؟
لماذا هذه الحجة أو النظرية أو الاقتراح أو الحل؟
لماذا لا يكون الحل غير هذا؟
لماذا حدثت المشكلة؟ ولماذا تحدث الآن؟ وهل ستبقى؟
هنا نركز على اكتشاف العلاقة بين الجزء والكل، وبين الأجزاء بعضها ببعض.
ونتدرج في التحليل من خلال طرح أسئلة أخرى من قبيل:
ماذا لو كانت هذه التساؤلات خاطئة؟
ماذا لو تغيرت هذه العوامل أو الحلول أو زيد عليها؟
ماهي البدائل الأخرى؟
ماذا لو حدثت مشكلة؟
نفكر في هذه النقطة بالاحتمالات المطروحة والإجابات المتوقعة.
– الأسئلة التقييمية: تناقش هذه الأسئلة تطبيق الموضوع المدروس في بيئات مختلفة والوقوف على مدى مساهمته في مجال تخصصه والإضافة التي قدمها. وتبتدئ هذه الأسئلة ب: ماذا بعد ذلك؟ وماذا يقدم لنا هذا الموضوع؟
كيف وأين يمكن أن نطبق الحلول؟
هل نستطيع نقل التجربة؟ ماذا نحتاج لكي نطبقها؟
ما الذي نستطيع أن نتعلمه من هذه المشكلة؟
ماذا يعني هذا الحل أو الاقتراح للآخرين؟ ولماذا هو مهم؟
هل سيكون هذا الحل أو الاقتراح مقنع ؟ لماذا ولم لا؟
هل سينجح؟ كيف يتوافق مع المتطلبات؟ وما هي المعايير المستخدمة في الحقل؟
ويحسن بنا، هنا، أن نجد التعميم الذي نرغب بنشره، وأن يكون طرحنا متوافقاً مع نتائج الموضوع دون تبخيس لما قدم أو اغترار.
وبما أن المدرسة هي التي تضطلع بمهام التربية والتأهيل كما أشرنا، فهناك مدارس وبرامج تحفز الفضول وتعلم التفكير منذ أن يلج الطفل المدرسة إلى أن يتخرج من الجامعة، وهذه بعض الأنشطة والبرامج العالمية، نسلط الضوء على بعض منها في الفقرات التالية:
عقدت العديد من الندوات والمؤتمرات واستحدثت العديد من البرامج على الصعيد العالمي والعربي لهذا الغرض، فعلى المستوى العالمي صمم برنامج بوردو (The Purdue creative thinking program) في أمريكا على يد مجموعة من الباحثين في جامعة بوردو، ويهدف هذا البرنامج إلى تنمية قدرات التفكير الإبداعي المتمثلة في (الطلاقة ، المرونة ، والأصالة) في المرحلة الابتدائية. كما صممت برامج أخرى في أمريكا منها برنامج بارنز (Parnes creative thinking program)، وكذلك برنامج الكورت (Cort program) وتصلح هذه البرامج للتدرب على التفكير في كافة المراحل الدراسية.
وعقد في العاصمة الأردنية عمان المؤتمر الثاني للموهبة والإبداع سنة (2002)، ومن أبرز توصياته إعادة النظر في المناهج الدراسية وأساليب التدريس بحيث يكون الإبداع والمبدعين من أحد أهدافها. (عبد نور، 2002).
كما عقد في العراق المؤتمر الثاني للعلوم النفسية سنة (2002)، حيث ألقيت في المؤتمر العديد من الدراسات والبحوث التي تناولت التفكير الإبداعي، وخرجت بعدد من التوصيات منها:
– إعادة النظر بالمناهج الدراسية وإغنائها بمهارات التفكير.
– تبني طرائق تدريس حديثة تساعد في تنمية التفكير.
– إجراء المزيد من البحوث على الإبداع، من قبل أساتذة الجامعة وطلبة (الماجستير والدكتوراه).
الأسس التي تقوم عليها بعض البرامج الرائدة في تعليم التفكير:
1- برنامج الكورت لتعليم التفكير الإبداعي The Cort Thinking Program
يعد هذا البرنامج من البرامج الحديثة لتعليم التفكير وقام الدكتور ديبونو، Debono بتصميمه في بداية السبعينات. يستخدم على نطاق واسع في العالم في التعليم، ولقد صمم هذا البرنامج الذي يتيح للطلبة الخروج التام عن أنماط التفكير التقليدية لرؤية الأشياء بشكل أوسع وأوضح ولتطوير أكثر في حل المشكلات التي تواجههم، فقد عد هذا البرنامج أحد البرامج الحديثة التي غطت كل وجهات النظر وبخاصة المعرفية لكثير من الخبراء والعاملين في الميادين التربوية (Debono, 1976, p.33).
ومن المعتقد أن ديبونو اعتمد في تصنيف برنامجه على نظرية جلفورد للتكوين العقلي إذ أنها فسرت كل أنواع التفكير المتعارف عليها، منها، التفكير الإبداعي والتباعدي والتقاريبي والتقويمي أو الناقد.
يتكون هذا البرنامج من ستة أجزاء، كل جزء يحتوي على عشرة دروس يسمى بطاقة عمل للطالب إذ يتطلب كل درس من دروس الكورت أسبوعا لتدريسه والحصة الواحدة تستغرق خمسة وثلاثين دقيقة، تكمن قوة برنامج الكورت في تدريبه الطلبة على:
– توسيع الإدراك؛
– عملية تنظيم المعلومات؛
– حل المشكلات؛
– تقديم الأسئلة؛
– تحسين مهارة الكتابة؛
– الثقة بالنفس؛
– توظيف التفكير في اتخاذ القرارات.
2- برنامج هاميلتون
طور هاميلتون منهاجا مستقلا لمهارات التفكير العليا وبخاصة مهارات التفكير الإبداعي للطلبة البالغين والمعلمين، ويهدف الى تعليم وتطوير عمليات عقلية ذات مستوى عال، بإكساب المتعلمين عمليات ذهنية، تتسم بالمرونة في عالم غني بالمعلومات والتقنيات.
3- برنامج يبردو لتنمية التفكير الإبداعي The Purdue Creative Thinking Program
صمم هذا البرنامج مجموعة من الباحثين في جامعة بيردو بولاية افديانا في الولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف إلى تنمية القدرات الإبداعية كالمرونة والأصالة والتفاصيل بنوعيها اللفظية والشكلية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. ويضم هذا البرنامج ثمانية وعشرين درسا مسجلا على أشرطة، يتعرف من خلالها التلاميذ على خصائص التفكير الإبداعي.
4- برنامج تورانس للمهارات الأربع Torrance Program
قام تورانس عام 1988 بصياغة هذا البرنامج التدريبي الذي يحتوي على مهارات التفكير، بحيث يدرب الطلبة على استخدام الأساليب الإبداعية، مثل الأسئلة المتشعبة والمفتوحة والعصف الذهني. كما يقدم هذا البرنامج فرصا واسعة للتصورات الخيالية حيث يوجه خيال الطالب إلى إيجاد حلول للأسئلة والمواقف المطروحة.
5- برنامج المواهب غير المحدودة Talents Unlimited Program
قامت كارول شلختر Carol Schlicter مع زملائها بصياغة هذا البرنامج عام 1971، ويهدف إلى تعليم التفكير الخلاق. ويركز واضعو هذا البرنامج على تنمية مهارات الطفل في مجالات التفكير المنتج والتواصل والتنبؤ واتخاذ القرار.
6- برنامج حل المشكلات الإبداعية (CPS) Creative Problems Solving Program
قام بتطوير هذا البرنامج دونالد تريفنكر Triffinger، ويهدف إلى تعريف المدربين والتربويين بالوسائل والأفكار المفيدة التي تسهل عملية حل المشكلات بحيث تصبح هذه العملية أكثر فعالية ومتعة، ويتألف هذا البرنامج من ثلاثة عناصر رئيسة وهي :
– فهم المشكلة؛
– خلق توليد الأفكار؛
– التخطيط للعمل بواسطة أفراد، تتفاوت مراحلهم العمرية.
7 برنامج التفكير الإبداعي والتكنولوجيا Creative Thinking and Technology
يتكون هذا البرنامج من جزأين، يحتاج الجزء الأول خمسة عشر أسبوعا، حيث تكرس هذه الفترة لتدريب الطلبة على مهارات التفكير الإبداعي من أول برنامج من برامج الكورت الستة والتكيف مع بيئة التعلم. ويشتمل البرنامج على أدوات بث متصلة بالحاسوب. ويعمل الطلبة في الجزء الثاني على مشاريعهم الأصلية. وقد طبق هذا البرنامج بهدف تعزيز التعليم التكنولوجي وتحسين مستوى الطلبة ضعاف التحصيل.
8- طريقة قبعات التفكير الستة
تفيد طريقة القبعات في النجاح في المواقف العملية والشخصية، ومن خلالها يوجه الشخص إلى أن يفكر بطريقة معينة ثم يطلب منه التحول إلى طريقة أخرى، أي أن الشخص يمكن أن يلبس أيا من القبعات الست الملونة التي تمثل كل قبعة منها لونا من ألوان التفكير. وتعزى هذه الطريقة إلى الدكتور ادوارد دو بونو Edward de Bono الذي يعد من الرواد في علم التفكير والتفكير الإبداعي وتفيد كل قبعة ما يلي:
القبعة البيضاء (التفكير المحايد)
تمثل التفكير في المعلومات والحقائق والأرقام والإحصاء دون إعطاء كل ذلك صبغة معينة أو محاولة استغلالها للانتصار لفكرة أو دفع أخرى. ويجب أن تكون هذه المعلومات متصلة تماما بالموضوع. يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والسلام، ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة التفكير المحايد، أو قبعة الحقائق المجردة.
القبعة الحمراء (التفكير العاطفي)
يرمز اللون الأحمر إلى الحرارة والخطر، ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة التفكير العاطفي، أو قبعة المشاعر والعواطف وهي تعني التعبير عن الانفعالات والمشاعر التي تصب في قالب مشروع العمل المدروس ولا تتضمن مشاعر فردية شخصية.
القبعة السوداء (التفكير السلبي)
يرمز اللون الأسود إلى الليل والحزن والكآبة، ولذلك فإن هذه القبعة هي قبة التفكير السلبي أو التشاؤمي والمنطق الرافض، تدل على الحكمة والحذر في التفكير والمضي قدمًا لما وراء الفكرة أو المشروع؛ تطرح الحقائق العكسية للموضوع، وتجلب جميع الأفكار السلبية وتطرحها على طاولة المناقشة لرؤية مدى تأثيرها على العمل؛ والتفكير بهذه القبعة يجنبنا الأخطـاء، وتعد من أكثر القبعات أمانا.
القبعة الصفراء (التفكير الإيجابي)
يرمز اللون الأصفر إلى الشمس والنور، ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة التفاؤل والتفكير الإيجابي وهي رمز التفكير المشرق بالنظر إلى إيجابيات الموضوع؛ ومن خلالها يطلق العنان للفكر ليسبح في الخيال والرجوع بمردود جيد، والتفكير بهذه القبعة يتسم بالنظرة الطموحة المستقبلية.
القبعة الخضراء (التفكير الإبداعي)
يرمز اللون الأخضر إلى النبات والحياة الجديدة، ولذلك فإن هذه القبعة هي قبعة الإبداع، وتدل على نمط التفكير الإبداعي الاستكشافي وطرح الآراء والأفكار الجديدة التي لم تطرح من قبل، وهذا النوع من التفكير يتسم بالنشاط والحيوية والمقترحات المبتكرة.
القبعة الزرقاء (التفكير الموجه)
يرمز اللون الأزرق إلى السماء والبحر، ولذلك فهي قبعة القوة والتفكير المنطقي المنظم أو الموجه. تدل على النقاء والارتفاع، وهي تعد بمثابة الخاتمة لجميع القبعات، فبواسطتها يتم اختيار جميع القرارات التي نُقشت في المراحل السابقة.
وتشير أستاذة علم نفس الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة ومدير مركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس. جمهورية مصر العربية د. ليلى كرم الدين إلى أهم وأبرز وأوضح خصائص البيئة الصالحة لتعلم وتعليم الفضول والتفكير، حيث حددت هذه الخصائص والمواصفات على النحو التالي:
– التأكيد على نشاط التفكير هدفاً في حد ذاته؛
– الأنشطة التي تقدم تساعد على تنمية ذكاء الطفل مع التأكيد على الحرية في إطار منظم؛
– تقديم أنشطة ملائمة إنمائيا للأطفال بحيث تتحدى تفكيرهم دون أن تشعرهم بالفشل؛
– التأكيد الشديد على ضرورة قيام الطفل نفسه بالأنشطة ومشاركته مشاركة فعالة فيها، مع تركيز انتباه الطفل على القيام بالنشاط لا على تقليد المعلم كما لو كان المعلم هو مصدر المعرفة. وبذلك يتحرر المعلم من كونه موضوع وسبب وهدف انتباه الأطفال طوال الوقت؛
– يقوم كل طفل بممارسة الأنشطة فعليا وبنفسه مع مجموعة من رفاقه الذين يتعاون ويتفاعل معهم اجتماعيا، أي أنه يركز على مبدأ المجموعات الصغيرة التي أثبتت كفاءة وفعالية كبيرة في تنمية التفكير؛
– يقدم المعلم للأطفال نموذجا للشخص المفكر؛
– تصف البرامج بالتفصيل الطريقة التي يمكن بها إعداد وتنظيم فصل مدرسي لخلق مناخ للتفكير بالمراحل المبكرة من التعليم؛
– ينمي المعلم عادة التفكير المستقل والإبداعي والناقد لدى الأطفال؛
– يخلق صورة إيجابية عن الذات لدى الأطفال؛
– يشجع على خلق اتجاهات إيجابية نحو التفاعل والتعاون الاجتماعي والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية؛
– يوجه انتباه وإدراك الأطفال إلى الأشخاص والأشياء والأحداث الموجودة حولهم.
– يحدد ما يقدم للأطفال من مفاهيم وعمليات ومهارات وفق نموهم العقلي.
نماذج مشرقة من المبدعين الذين أدمنوا التفكير وكان الفضول العلمي ديدنهم:
ساهم نخبة من العلماء المسلمين ، الذين كان زادهم الأول الفضول العلمي، في بناء الحضارة الإنسانية وتنوير الإنسان في مجالات مختلفة وحقول علمية متباينة، فتأثر بهم القاصي والداني وترجمت مؤلفاتهم إلى عدة لغات.
وسأستهل هذه القائمة الموجزة بعالم عرف بحدة فضوله العلمي، وهو عباس ابن فرناس:
صمم ابن فرناس ساعة مائية عُرفت باسم “الميقاتة”، وتوصل إلى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة، كما صنع نظارات طبية، إضافة إلى اكتشاف يتكون من سلسلة من الحلقات تمثل محاكاة لحركة الكواكب والنجوم، وطوّر طريقة لتقطيع أحجار المرو في الأندلس عوضًا عن إرسالها إلى مصر لتقطيعها. وفي مجال الكتابة، صنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، حيث صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة .
بنى ابن فرناس، في منزله، غرفة تحاكي السماء، يرى فيها الزائر النجوم والسحاب والصواعق والبرق، التي كان يصنعها من خلال تقنيات يديرها من معمله أسفل منزله. كما ابتكر بعض أنواع بندول الإيقاع.
أما أعظم إنجازاته، فهي استخدامه جناحين في محاولة منه للطيران، بالقرب من قصر الرُصافة في بغداد، والتي تحدث عنها المقري، ليسبق ابن فرناس بذلك محاولة إلمر المالمسبوري للطيران بطائرة شراعية في إنجلترا بين عامي 1000-1010 التي لم تجد من يوثقها.
يعقوب بن إسحاق الكندي : برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق، ، ويعتبر أول الفلاسفة المتجولين المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة والهلنستية.
ابن باجة: من أبرز الفلاسفة العرب، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى.
أثير الدين الأبهري: الحكيم، الفيلسوف. وله اهتمامات في الرياضيات والفلك. من مؤلفاته في الفلك، «هداية الحكمة في الطبيعة والحكمة والمنطق» الذي يبحث في حركة الكواكب والنجوم وطبيعة الأفلاك.
أبو الريحان البيروني: كان رحّالةً وفيلسوفًا وفلكيًا وجغرافيًا وجيولوجيًا ورياضياتيًا وصيدليًا ومؤرخًا ومترجمًا لثقافات الهند، وهو أول من قال إن الأرض تدور حول محورها.
محمد بن موسى الخوارزمي: يعتبر من أوائل علماء المسلمين في الرياضيات. ترك العديد من المؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا. وقدم في كتابه “حساب الجبر والمقابلة” أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية، ويعتبر مؤسس علم الجبر.
ابن سينا: عالم وطبيب مسلم، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، وقدم كتاب القانون في الطب الذي أضحى مرجعاً أساسياً في الطب لفترات طويلة. كما قام بدراسات فلكية منها رصد كوكب الزهرة كبقعة على سطح الشمس واستنتج أن الزهرة لابد وأن يكون أقرب للأرض مما هو للشمس. كما ابتكر أيضاً جهازاً لرصد إحداثيات النجوم.
ابن الهيثم: المؤسس الأول لعلم المناظر، وعرف بعلمه الموسوعي حيث قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة، أنجز عدة تجارب مستخدمًا المنهج العلمي، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
خالد بن يزيد بن معاوية: كان مهتماً بالعلوم وراعيا للمشتغلين بها، وهو أول من اهتم من العرب بعلم الكيمياء وترجم فيه الكتب، وألف فيه رسائل، كما اهتم بعلوم الطب والفلك.
جابر بن حيان: برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفة والطب والصيدلة، ويعد جابر بن حيان أول من استخدم الكيمياء عمليًا في التاريخ،. يلقب بأبي الكيمياء.
أبو نصر محمد الفارابي: اشتهر بإتقان العلوم الحكمية. وكانت اهتماماته الرئيسية في علوم ما وراء الطبيعة، فلسفة السياسة، المنطق، الموسيقى، الأخلاق، نظرية المعرفة.
ابن خلدون: مؤرخ عربي، أول من تكلم عن علم العمران، ويعتبر بذلك مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري.
ابن النفيس: عالم موسوعي وطبيب، له إسهامات كثيرة في الطب. من مؤلفاته في الطب: الشامل في الصناعة الطبية، شرح تشريح القانون.
ابن الخطيب: ترك آثاراً متعددة تناول فيها الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والرحلات، والشريعة، والأخلاق، والسياسة، والطب، والموسيقى، والنبات.
الجزري: يعتبر أحد أعظم المهندسين والميكانيكين والمخترعين في التاريخ، كانت اهتماماته الرئيسية في الهندسة الميكانيكية، الأعمال الحرفية، الرياضيات.
بنو موسى:هم ثلاثة إخوة، رياضيون وفلكيون ومشتغلون بالحيل (الميكانيكا)، عاشوا في القرن التاسع الميلادي. اتصلوا بالخليفة المأمون وبرعوا في علومهم وجذبوا حولهم علماء وأطباء ومترجمين كثيرين. وقد برع منهم أحمد في الميكانيكا.
خاتمة
سعينا في هذه الورقة إلى تسليط الضوء على قيمتي الفضول العلمي والتفكر باعتبارهما ملكتين فطريتين، قابلتين للطمس أو النماء، وقدمنا لأهم التقنيات والوسائل المشجعة لجعل هاتين القيمتين خاضعة للبرمجة والتعليم بهدف تحسين التحصيل الدراسي والحصول على خريجين مؤهلين وقادرين على الدفع بعجلة التقدم والرقي في مجتمعاتها. واختتمنا الورقة بنماذج مشرقة من علمائنا، تميزت بحدة فضولها ويقظة فكرها، مما بوأها المراتب العلا في الحضارة الإنسانية، وأقول ما قال النابغة:
ولا خير في حلم إِذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا.
المراجع والروابط:
-السرور، ناديا هايل (1996 م) “فاعلية برنامج الماستر ثنكر لتعليم التفكير في تنمية المهارات الإبداعية لدى عينة من طلبة كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية” مجلة مركز البحوث التربوية، جامعة قطر، العدد العاشر ،ص ص65 ـ 101.
-برنامج الكورت لتعليم التفكير : الكورت الأول توسعة مجال الإدراك (ترجمة وتعديل) ناديا هايل السرور وآخرون، دار الفكر : عمان 1998 م.
-السرور، ناديا ؛ وحسين، ثائر غازي (1997 م).”أثر برنامج تدريبي لمهارات الإدراك والتنظيم والإبداع على تنمية التفكير الإبداعي لدى عينة أردنية من طلبة الصف الثامن” مجلة دراسات. عمادة البحث العلمي الجامعة الأردنية، المجلد 24، العلوم التربوية (العدد1)، صص. 191-200.
-عبد الكريم، عمر (2001 م) “تطبيق برنامج التعليم المبني على التفكير الفعال “جريدة البيان، الإمارات العربية المتحدة، دبي.
-كاظم عبد نور عبد زيد أساليب تشخيص الموهوبين ورعايتهم، الدبلوم العالي، التربية الخاصة- جامعة قطر (2002-2003).
http://vb.mediu.edu.my/archive/index.php/t-52916.html
https://www.scientificamerican.com/…/scientific-curiosity-behind-zewail-achievements…
https://ar.wikipedia.org/wiki قائمة العلماء المسلمين /
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *