728 x 90

النظر الإبستيمولوجي: مفهومه وأصوله في النسق المعرفي الإسلامي

النظر الإبستيمولوجي: مفهومه وأصوله في النسق المعرفي الإسلامي

 

 

النظر الإبستيمولوجي: مفهومه وأصوله في النسق المعرفي الإسلامي

د. يونس محسين[1]

.

 

يعد الاهتمام بالعلوم بوصفها موضوعا للدراسة من أجل القضايا العلمية والفلسفية التي حظيت بموقع أثير في جهود العلماء والمفكرين والفلاسفة قديما وحديثا، سواء تعلق ذلك بالنظر الكلي في النسق المعرفي الإسلامي من حيث مصادره ومناهجه والتداخل الحاصل بين فروعه العلمية…أو بالنظر   في علم مخصوص من حيث نشأته وتطوره وعلاقته بباقي العلوم داخل هذ النسق، أو بغير ذلك مباحث النظر المعرفي في العلوم موضوعا ومنهجا وتأريخا ونقدا.

وهي مباحث جليلة تُجمل ُ ما فصلته العلوم من جزئيات، من خلال تقرير مبادئها، ومصادرها ومناهج تأسيسها، وطبيعة الانكسارات التي لحقتها في ذاتها وفي طبيعة الوشائج الرابطة بينها.  وقد   توسع الاهتمام المعاصر بالنظر المعرفي للعلوم، مؤسسا لنسق من التخصصات العلمية التي تُعنى بدراسة العلم والمعرفة، من قبيل نظرية المعرفة وإبستيمولوجيا العلوم، والتاريخ النقدي للعلوم…

وإذا كان الخيط الناظم لهذه التخصصات هو اشتراكها في دراسة العلم والمعرفة، فإنها تتمايز في طبيعة الإشكالات والقضايا التي تعنى بتقليب النظر فيها. ومسعى هذه الورقة، التعريف بأحد هذه الفروع العلمية وأدقها وهو الإبستمولوجيا، في محاولة للتعريف “بالنظر الإبستمولوجي”، والإلماع إلى أصوله في النسق المعرفي الإسلامي.

أولا: النظر الإبستمولوجي

  1. مفهوم:” النظر” و”الإبستمولوجيا”

النظر في اللغة التأمل التدبر: «يقال نظر في الشيء: أبصره وتأمله بعينه، وفيه تدبر وفكر، يقال نظر في الكتاب ونظر في الأمر، نظر بين الناس: حكم وفصل بينهم» ([2]).  والنظر بمعنى التأمل قد يقع على الأجسام فيكون تأملا للأشياء بالعين (أي بواسط القدرة البصرية) فيقال نظرت الشيء بمعنى أبصرته ([3])؛ وقد يقع على المعاني فيقال: نظرت في الشيء أو الأمر بمعنى تفكرت فيه وتدبرته. والنظر بمعنى الإبصار يكثر استعماله عند العامة، ويستعمل عند الخاصة للدلالة على التأمل والتفكر والتدبر والفحص في المعاني، أو للدلالة على المعرفة الحاصلة بعد الفحص ([4]).

أما النظر في الاصطلاح: فهو «ترتيب مقدمات علمية أو ظنية ليتوصل بها إلى تحصيل علم أو ظن» ([5])، أو

«ملاحظة العقل ما هو حاصل عنده لتحصيل غيره» ([6]). ولا يتحقق النظر إلا ب «المقابلة بين ناظر ومنظور» ([7]). وهي مُقابلة قاصدة وظيفية تروم «طلب معرفة الشيء من طريقه أو من طريق غيره» ([8])، فالمعرفة المطلوب تحصيلها بالنظر في الشيء، قد تتوسل بهذا الشيء نفسه فيكون المنظور وسيلة لإدراكها وقد تتوسل بغيره.

فتبين بذلك أن النظر دال على التأمل والتدبر والتفكر في أمور حاصلة لتحصيل غير الحاصل، وهو نشاط ذهني جامع لهذه المعاني مرادف لها، قال الشيخ مولود السريري: «النظر والتدبر والتفكير ألفاظ متحدة المعنى يعبر عنها بنشاط الذهن بأجزائه» ([9]).

ب-الإبستمولوجيا

الأصل الاشتقاقي لمصطلح الإبستمولوجيا épistémologie يتكون من الكلمة الإغريقية épistème وتفيد معان متعددة ومتكاملة منها: نقد critique   ونظرية théorie     ثم معرفة connaissance، ومن اللاحقة logie أي علم. والإبستمولوجيا بوصفها مركبا تعني نظرية العلوم أو فلسفة العلوم، أي دراسة مبادئ العلوم وفرضيتها، دراسة نقدية توصل إلى إبراز أصلها المنطقي وقيمتها الموضوعية[10]

وهي فرع علمي يتناول العلوم ذاتها موضوعا للدراسة، من زاوية البحث في أصولها والكيفية التي توصل بها العلماء إلى بناء قواعدها ومبادئها ونتائجها، والعلاقة بينها. والمدرسة الفلسفية الفرنسية تميز بين نظرية المعرفة وبين الإبستومولوجيا، في حين -توحد المدرسة الأونجلوسكسونية بينهما ([11]). فهُما وإن كانا يتحدان في اتخاذ العلم أو المعرفة موضوعا لهما، يختلفان في طبيعة الإشكالات والقضايا التي يهتم به كل فرع منهما.

«فالأسئلة التي تضعها كل نظرية حول المعرفة تتعلق بالمعرفة في مستوى عام وشامل مثل: ماهي المعرفة؟ وكيف تكون الأنماط المختلفة للمعرفة ممكنة؟ ولا يتساءل واضع النظرية الفلسفية في المعرفة عن مستوى محدد أو عن شروط تاريخية معينة أو عن علم خاص» ([12])، وبالمقابل تحصر الإبستومولوجيا موضوعها الخاص في تفسير المعرفة العلمية ([13]).

فتحصّل من ذلك، أن نظرية المعرفة تدرسُ المعرفة بصفة عامة سواء أكانت معرفة علمية تم التوصل إليها باعتماد منهج أو الاستناد إلى دليل، أو معرفة عادية كونّها الإنسان من خلال ملاحظته وتجاربه وعلاقاته العامة؛ في حين تهتم الإبستمولوجيا بدراسة المعرفة العلمية التي يجري تحصيلها توسلا بمناهج علمية دون غيرها من المعارف ([14]).

ويُميّز جون بياجي في مجال دراسة العلوم بين نوعين من الإبستمولوجيا: «إبستمولوجيا عامة، وهي التي تدرس المشكلات المشتركة للعلوم أو لقطاع من المعرفة العلمية، وإبستمولوجيا خاصة أو مستمدة من علم خاص، وهي التي تدرس المشكلات الخاصة بكل علم من العلوم» ([15]).

فالإبستمولوجيا بمعناه العام تهتم ببحث القضايا المشتركة ببين العلوم إجمالا، أو ضمن مجال علمي محدد نحو: إبستمولوجيا العلوم البحثة، وأبستمولوجيا العلوم الإنسانية؛ في حين تهتم الإبستمولوجيا الخاصة، بدراسة علم بعينه مثل: إبستمولوجيا علم التاريخ، أو إبستمولوجيا علم الاجتماع..

     2-النظـــــــــر الإبستمــــولـــــــوجـــــي

بعد تحديد مفهومي:” النظر” و”الإبستمولوجي”، يكون معناهما التركيبي دالا على التأمل والتدبر في أصول العلوم ومبادئها ومناهجها التأسيسية ومراحل تطورها وعوائق التطور. ولا ينحصر ذلك  في  الدراسة التاريخية للعلم والمعرفة، من حيث النظريات والمناهج والمفاهيم المؤسسة؛ وإنما يمتد لدراسة مباحث علمية غاية في الأهمية، تروم في مجموعها الإجابة عن إشكالات وقضايا معرفية كبرى من قبيل: مصادر المعرفة، وأدوات اكتسابها، ومناهجها المؤسسة، وتطورها، وعوائق التطور، ومعايير تصنيف العلوم في الحقول والمجالات العلمية.

ويبنى عليه، أن النظر الإبستمولوجي هو نظر معرفي في العلوم الإسلامية، وهو في حقيقته تفكيرٌ وبحثٌ في بنية المعرفة الإسلامية، وتدبّرٌ في مصادرها النقلية والعقلية، ونظٌر متبصّرٌ في المناهج المؤسسة لها، وتتبُّعٌ لمراحل تطورها، ورصدٌ للعوائق التي حالت دونه، وتأملٌ في العلاقة بين فروعها ومباحثها، ورسم لمجالات تصنيفها في الحقول العلمية والمعرفية.

فالدراسة الإبستومولوجيا لعلم أصول الفقه -مثلا-تروم تعميق النظر في مصادر في مصادر استمداده، ومعالم نشأته، ومنهج علمائه في بناء مباحثه وقواعده ومراحل تطوره، وعلاقته بباقي العلوم. وانصراف هذا النظر إلى علم الحديث يتغيى الكشف عن منهج علمائه في إرساء مباحث وقواعد تمييز الروايات ونقدها، وعلاقته بباقي العلوم، وموقعه ضمن تصنيفاتها…؛ وما قيل عن علم الأصول والحديث، ينسحب لزاما على مُختلف فروع المعرفة الشرعية.

إن التحليل الإبستمولوجي للعلوم في الإسلام، ينطلق من تساؤلات معرفية ومنهجية أهمها: «ماهي بنية المعرفة العلمية ذاتها، على مستوى موضوعاتها ومناهجها ونظرياتها؟ ما خصائص العقلانية العلمية الإسلامية؟ وما تجلياتها في الأنساق المعرفية المختلفة، وفي الممارسة العلمية “الدقيقة”؟ ماهي عوائقها وأخطاؤها؟ ما طبيعة المجتمع الذي أنتجها؟» ([16]).

فهو نظر مزدوج نسقي يجد في الفلسفة مبادئه، وفي العلم موضوعه، لأنه ينطلق من بنية المعرفة العلمية ليتناول قضايا وإشكالات مرتبطة بأصولها ومصادرها ومباحثها ومراحلها وتطورها وعوائق التطور وملابساته التاريخية والاجتماعية، وأبعادها التربوية والتعليمية، وتصنيفها في الحقول والتحيزات العلمية والمعرفية.

  ثــانيا: أصول النظر الإبستمولوجي في النظام المعـــرفـي الإسلامي

بَيّنٌ أن مصطلح “النظر” مأصول واسع التداول في النظام المعرفي الإسلامي، وهو ما أكده طه عبد الرحمن بقوله: «النظر مفهوم مأصول ومتمكن، إذ تولاه أهل التراث أنفسهم بالتحديد والتفصيل» ([17]). وهو مصطلح يجد أصوله في نصوص الوحي التأسيسية قرآنا هاديا ([18])، وسنة مرشدة ([19])، كما أن شائع الاستعمال في الحقل التداولي الإسلامي تاريخا وحاضرا، تنظيرا وممارسة. وبالمقابل، فإن مصطلح الإبستمولوجيا يُعد دخيلا إذ لم يظهر إلا في القرن التاسع عشر ميلادي ([20]).

ويبنى عليه، أن البحث في أصول هذا المركب في النظام المعرفي الإسلامي لا يستقيم بالتوسل بقواعد التأصيل الشرعي أو اللغوي، لأنه مركب يجمع بين لفظ مأصول (النظر) ولفظ دخيل (إبستمولوجيا)، ولأن «المصطلح الوافد–السائد أو غير السائد-لا يواجه-ولا ينبغي أن يواجه-بمنهج العثور»؛ ([21])

ولعل أسلم مسالك البحث في أصول هذا المركب في النظام المعرفي الإسلامي، تكمن في الكشف عن جهود علمائنا في تناول قضايا النظر في العلوم والمعارف، من حيث نشأتها ومصادرها ومناهجها ،  وتطورها وعوائقه، والعلاقة بين العلوم ومبادئ التصنيف وغيرها من المباحث الإبستمولوجية المتعلقة ببنية العلم والمعرفة في الإسلام.

فإذا كان النظر الإبستمولوجي للعلوم في الإسلام ينصرف إلى الدراسة المنهجية والنقدية لمبادئ العلوم ومناهجها، «فإن المتتبع لنشأة المعارف الإسلامية وتطورها عبر العصور يلاحظ أنه لا يكاد يخلو زمان أو مكان من تاريخ الفكر الإسلامي من ممارسة منهجية تبحث في المعرفة بشتى أنواعها وتوجه النقد للعلم والعلماء على حد سواء» ([22]).

والاهتمام بقضايا العلم والمعرفة من زاوية فلسفية ليس مُحدثا، بل هو اهتمام يجد أصوله في مصادر المعرفة الإسلامية وفي اجتهاد علماء الإسلام ومفكريه وفلاسفته. والمتأمل في الصرح المعرفي الذي شيده أسلافنا، تستوقفه –لا محالة-جهود علماء الإسلام فلاسفة ومتكلمين، في دراسة مباحث متعلقة بالعلوم وتصنيفاتها ومصادرها وطرق تحصيلها، حيث عقدوا أبوابا وفصولا، بل كتبا في النظر في العلم والمعرفة.

فقد صدّر الباقلاني (توفي 403هـ) من الأشاعرة كتابه “التمهيد” بباب العلم وأقسامه وطرقه([23])، وصنّف القاضي عبد الجبار المعتزلي (توفي 415هـ) مجلدا كبيرا وافيا، يقع في خمسمائة وتسع وثلاثين صفحة، من موسوعته الكلامية” المغني في أبواب التوحيد والعدل” سماه: “النظر والمعارف”، خصّه لبيان حدّ النظر والمعرفة وطرقها وحقيقتها، وللحديث عن الدليل العقلي والسمعي، وأول ما يجب على المكلف([24]).

ونفس القضايا تطرق إليها الغزالي (توفي505هـ) في مصنفاته: “إحياء علوم الدين” و”ميزان العمل” و”المنقذ من الظلال” وكانت له فيها آراء متفردة في بيان ماهية العلم والمعرفة، والتمييز بينهما، وبيان طرق معرفة صحة النظر، ودرجات المعرفة من الشك إلى الظن إلى الاعتقاد ثم اليقين ([25]).

وخصّ الفخر الرازي (توفي 606هـ) الركن الأول في كتابه المحصّل ([26]) للحديث عن العلم والنظر في الفنون؛ كما أفرد ابن خلدون (توفي 808هـ) في مقدمته الفصل السادس للحديث عن العلوم وأصنافها، وطرق تحصيل ملكتها، وخص الفصل السابع من هذا الباب بعلم الفقه ([27]).

إنها جهود مؤسسة لفقه العلوم وقضاياه؛ وهي حقيقة لا تدعو إلى إنكار جهود المدارس الفلسفية الحديثة التي اهتمت بالدراسة النقدية للعلوم، والعلوم الحقة منها بوجه خاص ([28]).والمطلوب الأهم، أن نستفيد من   هذه المدارس الحديثة في  آليات النظر المعرفي  ومباحثه ومناهجه، وأن نقلب النظر في جهود  علمائنا بنهج مأصول غير منقول يستفيد من موارد العصر ومدارسه،  ويحفظ خصوصية النسق المعرفي في أصوله  ومناهجه ومفاهيمه وأسس دراسة علومه  دون إسقاط.

 

ثبت المصادر والمراجع

– الرازي، فخر الدين بن عمر(توفي606ه). معالم أصول الدين، القاهرة: المطبعة الحسنية المصرية، الطبعة1، 1323هـ.

  • ابن خلدون، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد. المقدمة، تحقيق: درويش الجويدي، بيروت: المكتبة العصرية صيدا، 2012م.

-العلواني، طه جابر. التعليم الديني بين التجديد والتجميد، القاهرة: دار السلام، الطبعة، 1430 هـ/2009م.

-الغزالي، أبو حامد .معيار العلم في فن المنطق، القاهرة: مكتبة الجندي،1970م.

  • الإيجي، عضد الدين عبد الرحمن (القاضي). المواقف في علم الكلام، بيروت: عالم الكتب، طبعة 1999 م.
  • الباقلاني، محمد بن الطيب أبو بكر. التمهيـد، تحقيق: رتشرد يوسف مكارثي، بيروت: المكتبة الشرقية، طبعة1957م.
  • البوشيخي، الشاهد. دراسات مصطلحية، القاهرة: دار السلام، الطبعة 2، 1432هـ/2012م.
  • الجابري، محمد عابد. مدخل إلى فلسفة العلوم: العقلانية المعاصرة وتطور الفكري العلمي، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة ،2002 م.
  • راجح، عبد الحميد. نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة، الرياض: مكتبة المؤيد، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، الطبعة 1، 1416ه /1996م.
  • الرازي، فخر الدين. محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين، القاهرة: المطبعة الحسنية، 1323ه.
  • السريري، مولود. تجديد علم أصول الفقه، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة 1، 1426هـ/2005م.
  • طه، عبد الرحمن. سؤال المنهج: في أفق تأسيس لأنموذج فكري جديد، جمع وتقديم رضوان المرحوم، بيروت: المؤسسة العربية للفكر والإبداع، الطبعة1، 2015م.
  • الغزالي، أبو حامد. إحياء علوم الدين، القاهرة: مطبعة عيسى الحلبي،1975م.
  • الفيروزآبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب. بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، بيروت: الكتبة العلمية، د.ت.
  • القاضي، عبد الجبار (المعتزلي). المغني في أبواب التوحيد والعدل. تحقيق: محمد فؤاد الأهواني، القاهرة: طبعة المؤسسة المصرية العامة، 1962م
  • مجلة الدليل، (مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات، الرابطة المحمدية للعلماء/ المغرب)، العدد1، (1434ه/2013م).
  • وقيدي، محمد. الإبستمولوجيا التكوينية عند جون بياجي، الدرار البيضاء: افريقيا الشرق ، 2007 م.
  • وقيدي، محمد. الإبستمولوجيا التكوينية للعلوم الدار البيضاء (المغرب): افريقيا الشرق، 2010م.

 

 

[1] – دكتوراه في الفكر الإسلامي ومناهج التربية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، ومنسق فريق البحث في الدراسات الفكرية والتربوية بمركز ابن النفيس.

[2]– إبراهيم، مصطفى وآخرون. المعجم الوسيط، ج2، ص931.

[3]– قال ابن منظور: «النظر: تأمل الشيء بالعين، وتقول نظر إلى كذا وكذا من نظر العين ونظر القلب” ». لسان العرب، ج5، ص215.

[4]– ينظر: الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب. بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، بيروت: الكتبة العلمية، ج5، د.ت، ص82.

[5]– الرازي، فخر الدين بن عمر(توفي606ه). معالم أصول الدين، القاهرة: المطبعة الحسنية المصرية، الطبعة1، 1323هـ، ص5.

[6]– الإيجي، عضد الدين عبد الرحمن (القاضي). المواقف في علم الكلام، بيروت: عالم الكتب، طبعة 1999 م، ص24.

[7] – طه، عبد الرحمن. سؤال المنهج: في أفق تأسيس لأنموذج فكري جديد، جمع وتقديم رضوان المرحوم، بيروت: المؤسسة العربية للفكر والإبداع، الطبعة1، 2015م.

[8]– المرجع السابق، ص46.

[9]– السريري، مولود. تجديد علم أصول الفقه، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة 1، 1426هـ/2005م، ص 05.

[10] – ينظر: ماهر، عبد القادر علي. “مدخل علمي في الأصول النظرية لدراسة العلم العربي”، مجلة الدليل ، ص20. ولكردي، راجح عبد الحميد، “نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة”، ص63.

 

[11]– ينظر: العلواني، طه جابر. التعليم الديني بين التجديد والتجميد ص92. والكردي، راجح عبد الحميد. نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة، ص63-64.

[12]- وقيدي، محمد. الإبستمولوجيا التكوينية عند جون بياجي، الدرار البيضاء: افريقيا الشرق ، 2007 م، ص172.

[13]– ينظر: المرجع السابق، ص77.

[14]– على الرغم من التداخل الحاصل بين الابستمولوجيا ونظرية المعرفة، فإن واقع تطور العلوم، قد فرض نوعا من الانفصام بينهما، الشيء الذي جعل من الابستمولوجيا من اختصاص العلماء، لتبقى نظرية المعرفة أحد اهتمامات الفلسفة ودارسي الفلسفة. ينظر: الجابري، محمد عابد. مدخل إلى فلسفة العلوم: العقلانية المعاصرة وتطور الفكري العلمي، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة 5،2002م، ص22.

[15]– وقيدي، محمد. الإبستمولوجيا التكوينية للعلوم الدار البيضاء (المغرب): افريقيا الشرق، 2010، ص7.

[16]–  نغش، إدريس. “العلوم الإسلامية ومدخل الابستمولوجيا وتاريخ العلوم، مجلة الدليل،  ص 31.

[17]– طه، عبد الرحمن. سؤال المنهج، مرجع سابق، ص45.

[18]– وردت مادة (نظر) في القرآن الكريم في أربع ومائة (104) موضع، موزعة على خمس وأربعين (45) سورة باِشتقاقات مختلف منها:

نظر الرؤية: قال الله عز وجل: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ). (القيامة: 22-23).

-نظر الانتظار: قال تعالى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (يس: 49).

-نظر الاعتبار والتأمل: قال عز وجل: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) . (آل عمران: 137).

-نظر التعطف: ويراد بالنظر في القرآن الكريم أيضاً، العطف والرحمة والشفقة، لقوله عز وجل:(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). (آل عمران: 77).

-نظر المهلة والتأجيل: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ).  (البقرة: 161-162).

-نظر الخوف والرعب والمذلة: قال جل وعز: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا). (الأحزاب: 19).

ينظر: درقاوي، عبد الحكيم. “مفهوم النظر في القرآن“، موقع الألوكة.

على الرابط. http://www.alukah.net/sharia/0/6849/#ixzz41DltvYxp (اطلع عليه بتاريخ 19 مارس2014م).

[19]– أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ». مسلم. صحيح مسلم، مرجع سابق، كتاب: الزهد والرقاق، حديث رقم 2963، ص1353.

[20]– الإبستمولوجيا باللفظ وبالمعنى التقني للكلمة، لم تظهر إلا في القرن التاسع عشر. ففي فرنسا، قبل ظهور ملحق القاموس المصور عام 1906 بقليل، كان هذا المفهوم قد بدأ يتكون في موسوعة جان لوروند المبير (1717-1773 Jean Le Rond D’Alembert، حيث ظهرت بعض= =المعاني الجديدة. وفي النصف الأول من القرن 19م ظهر كتاب أوجست كونت (A. Comte)” دروس في الفلسفة الوضعية”، قدم فيه نظرية للعلم قائمة على تصنيف جديد للعلوم، وفيه سيدخل علم الاجتماع بديلا لكل الدراسات الفلسفية، حيث شدد (A. Comte) على ضرورة تأسيس علم جديد يبحث في العلاقات بين هذه العلوم، وهو العلم الذي سيحمل اسم الابستمولوجيا أو فلسفة العلوم: وهو فرع علمي جديد مهمته وصف المعارف العلمية وتصنيفها، وبيان موقع العلم في صنافة العلوم، ووظيفته في علاقته بالعلوم الأخرى.  ينظر: إدريس نغش:” النظر الإبستمولوجي: ضرورة ومعناه“، مجلة الدليل، مرجع سابق، ص9.

[21]– البوشيخي، الشاهد. دراسات مصطلحية، القاهرة: دار السلام، الطبعة 2، 1432هـ/2012م، ص 81.

[22]– الهند، مولاي المصطفى. “ابستمولوجيا العلوم الاسلامية وتطبيقاتها على نموذج علم الكلام المعاصر“، ضمن: ندوة العلوم الاسلامية أزمة منهج أم أزمة تنزيل؟، ص341.

[23]– ينظر: الباقلاني، محمد بن الطيب أبو بكر. التمهيـد، تحقيق: رتشرد يوسف مكارثي، بيروت: المكتبة الشرقية، طبعة1957م، ص6 -14.

[24]–  ينظر: القاضي، عبد الجبار (المعتزلي). المغني في أبواب التوحيد والعدل. تحقيق: محمد فؤاد الأهواني، القاهرة: طبعة المؤسسة المصرية العامة، 1962م، ج12.

[25]– ينظر: الغزالي، أبو حامد. إحياء علوم الدين، القاهرة: مطبعة عيسى الحلبي،1975م، ج3 ص12. و”ميزان العملفي كاتبه: معيار العلم في فن المنطق، القاهرة: مكتبة الجندي،1970م.

[26]– ينظر: الرازي، فخر الدين. محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين، القاهرة: المطبعة الحسنية، 1323ه، ص2-33

[27]– ابن خلدون. المقـــدمة، ص518-576.

[28]– لمزيد من التفصيل حول جهود المدارس الفلسفية الحديثة في تطوير إبستمولوجيا العلوم وتطور العلوم ؛ ينظر:

– وقيدي، محمد. الإبستمولوجيا التكوينية عند جون بياجي، مرجع سابق، 2007 م.

– وقيدي، محمد. الإبستمولوجيا التكوينية للعلوم، مرجع سابق، 2008م.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المقالات