المقدمة:
إن التربية الحديثة توجب على المعلم أن يذكر دائما أننا لسنا في حاجة إلى العلم فحسب ولكننا في حاجة إلى الكثير من الأخلاق الفاضلة[1] وعلى هذا فإن دور المعلم لا يقف عند حشو أذهان الطلاب بالمعلومات الغزيرة لأنها وحدها لا يمكن أن تبني رجالا، ولكن لابد أن تعزز هذه المعارف والمعلومات بالعمل الصالح، فإعداد الجيل يكون بالعلم والعمل والأخلاق والسلوك، والمعلم مطالب ببناء الدين والخلق في قلبه، ورسم الحق في عقله، وتكوين الإنسان السوي في تفكيره ومشاعره وأقواله وأعماله[2] ويستطيع المعلم من خلال المواقف التعليمية والأنشطة الجماعية أن ينمي في نفس المراهق القيم الخلقية والمبادئ الضرورية لتكيف المراهق ولسلامة المجتمع.
الإشكالية:
إن مهمة المعلم ليست بالمهمة السهلة اليسيرة كغيرها من المهام الأخرى، ذلك أن المعلم يتعامل مع بني البشر، وهم متفاوتون في بيئاتهم وفي مواهبهم، وكذلك في قدراتهم العقلية، وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والأسرية، ولكل منهم شخصيته المستقلة واهتماماته الخاصة، وعلى المعلم أن يلاءم هذه الظروف جميعها من جهة وأن ييسر لكل منهم ما يلزمه للانطلاقة وبأقصى سرعته، وبما يتماشى مع مواهبه وقدراته، فهذا التفاوت ليس من السهل التعامل معه، ذلك انه موجود في الصف الواحد، وفي الصفوف الأخرى، وفي مستوى المادة التعليمية الواحدة، وفي مستوى المواد التعليمية المختلفة بل وفي كل حصة صفية، الأمر الذي يزيد من صعوبة مهمة المعلم فهو يتعامل مع الجسد ومع الروح ومع الجمادات من أبنية وأجهزة ومختبرات، وغيرها من المرافق التعليمية، ومع أن هناك عوامل عديدة تؤثر على فاعلية المعلم وفاعلية العملية التعليمية يبقى المعلم هو أهم هذه العوامل جميعا وهو الذي يمسك بيده زمام الأموروبيده مفتاح الحل لعمل تربوي ناجح، يتغلب فيه على ما قد يعترض طريقه من عقبات ومن صعوبات[3]، فالمعلم هو الذي يختار لنفسه الطريقة المناسبة التي تؤدي إلى تنمية تلاميذه من جميع جوانب شخصيتهم وهو الذي سيرشدهم ويوجههم ويساهم في حل مشاكلهم[4].
ان المعلم هو ممثل المدرسة في تسيير واخراج الموقف التعليميالذي لم يعد دوره مقتصرا على تلقين المعلومات ، بل أصبح مطالبا بتربية الناشئة واعدادهم للحياة جسميا وروحيا وخلقيا وسلوكيا وأصبح من الجلي أن أدوار المعلم في هذا الشأن تسير في اتجاهين متلازمين :
اتجاه المعرفة والكفاءة واتجاه الاخلاق والقيم ومن هنا برزت اشكالية الدراسة في السؤال الأتي :
ما هو دور المعلم صفاته وشخصيته في تنمية القيم السلوكية للمتعلمين ؟
1-العلاقة التربوية بين المعلم والمتعلم:
لقد عرف مارسيل بوستيك (MARCEL POSTIC) العلاقة التربوية بأنها مجموعة الروابط الاجتماعية التي تنشأ بين المربي ومن يقوم بتربيتهم بغرض تحقيق أهداف تربوية داخل بنية مؤسساتية معينة، حيث تتميز تلك الروابط الاجتماعية بخصائص معرفية وعاطفية وتكون لها سيرورة وتاريخ.
كما يعرفها أسعد وطفة بأنها: (نمط معياري للسلوك الذي يحققه التواصل التربوي بين التلاميذ والمعلمين والمقررات والإدارة والمعايير والقيم لوصفها عوامل مكونة للنظام المدرسي)[5] ومن أهم مظاهر هذه العلاقة:
-التحضير للحصة تحضيرا جيدا بطريقة تثير اهتمام التلاميذ وتقوي مشاركتهم.
-تشجيع الصفات الحميدة لدى التلاميذ وتعزيزها عن طريق توجيه الثناء والمديح.
-إظهارالتعاطف والحب والاحترام لهم.
-توجيه الانتقاد فقط عند ارتكاب الأخطاء.
-الثناء مع انجاز التلميذ الأمر الذي يشعره بالسعادة والتقدير.
-إرساء قواعد الاحترام المتبادل[6]
2-أساليب تفعيل العلاقة بين المعلم والمتعلم:
تتجلى في تغيير حركية العلاقة والتفاعل الديناميكية من خلال البناء والنماء والممارسة والخلقوالإبداع، والتنشيط والتعاون الجماعي داخل الصف ،ويتم ذلك بحضور مبادئ أو أسس ثلاثة هي:
أ-انفتاح المعلم على المتعلم بمشاركة أفكاره وطموحه ومشاعره باستمرار.
ب-أن يشق العلم في المتعلم، ويفهمه ويحترم رأيه ويتحسس مشاكله.
ج-أن يعامل المعلم المتعلم بأسلوب متحضر أساسه الحوار والديمقراطية.
فيذكر جابر عبد الحميد جابر: أن الإنتاجية الحقيقة تتحقق في الفصل الدراسي الديمقراطي الذي يشترك فيه المعلم مع التلميذ في صنع القرار حيث يعاملهم كأفراد جديرين بالثقة والاحترام، وليس معنى ذلك أن يتنحى عن مسؤوليته كقائد فالمعلم الفاعل ليس دكتاتوريا ولا فوضويا، بل ديمقراطي موجه[7] مما يدل على أن أسلوب الحوار والمناقشة الديمقراطية تزيد من تفعيل العلاقة التربوية بين المعلم والمتعلم بشكل ملحوظ.
03-شخصية المعلم وصفاته:
هناك صفات ينبغي أن تتوفر في المعلم بشكل عام.
أ–الصفات التي تتعلق بالمهنة:
1-الإيمان بقيمة التعليم وأهميتهلأن الإيمان بالشيء أهم بكثير من القيام به، فالتعليم مهنة من أشق المهن وأقدسها، فهي لا تختلف عن غيرها من المهن كالطب مثلا، الذي يقع على عاتق القائمين عليه للقضاء على الأمراض والحد من انتشارها ومعالجتها، أما المعلم فيقوم بالحد من الأمراض الاجتماعية كالجهل والتخلف المسببان للخوف والمرض والفقر، فالمستعد لهذه المهنة يجب أن يتمتع بقدر كاف من العقيدة الراسخة والإيمان الحقيقي بأهميتها والعمل على تقدمها وتنميتها.
2-الإيمان بالأهداف التربوية بشكل عاموأهداف مادة تخصص بشكل خاص فكل هدف تربوي صيغ أصلا لتحقيقه وتنفيذه، وتهيئة كل الوسائل والإمكانات للوصول إليه.
يقول الإمام الغزالي أبي حامد “في كتابه ميزان العمل في وظيفة المعلم الخامسة للمعلم أن لا يدع فنا من فنون العلم ونوعا من أنواعه إلا وينظر فيه نظرا يطلع به على غايته ومقصده وطريقه”.
3-المعلم الجيد هو الذي تكون لديه القدرة على التأثير والإقناع بحيث تحدث قدرته تغيرا مرغوبا في سلوك التلاميذ المعرفي والحركي والانفعالي والاجتماعي.
4-الثقة بالنفس وحسن القيادة والتمسك بالمبادئ والسيرة الحميدة إذ يؤكد الجاحظ في مؤلفه (البيان والتبيين) ما يرويه عن عقبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده فيقول “ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينيك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت”
5-أن يجيد المعلم لغته القومية قراءة وكتابة لما لهذه الكفاءة والمهارة من أثر على سلوك التلاميذ، حيث يبتعد عن الأخطاء الإملائية كتابة والأخطاء اللغوية لفظا.
6-أن يلم بثقافة مجتمعه وأصول حضارة بلاده وعناصر مقوماتها واتجاهاتها علما بأن المعلم هو العنصر الرئيسي في المحافظة على التراث الثقافي.
7-أن يلم بسيكولوجية التعلم وأساليب التدريس الحديثة وأن يتابع ما يطرأ على هذه الأساليب من تغيير وتطوير.[8]
ب-الصفات التي تتعلق بالشخصية:
من الصفات الجيدة للمعلم الجيد التي خلص إليها الباحثان (شارترزوويبلز) ونأخذ منها:
القدرة على التكيف، المظهر الشخصي الجذاب، العناية ، العاطفة، عدم الأنانية ، التعاون ،الحدس واليقظة ،الطلاقة، الشجاعة، الحزم، الاستقلال ، بعد النظر، الأمانة ،المثابرة والصبر، التفاؤل، خفة الروح الاجتماعية، لطافة الصوت،الدقة والنظام، الابتكار ،التهذيب، سلامةالذوق، التواضع ،ضبط النفس، الهدوء، الوفاء[9]
نلاحظ من القائمة أن كل صفة من هذه الصفات تعتبر سلوكا وهدفا، أي ما يتصف به الراغب في مهنة التدريس، ما ينبغي أن يساعد في إيجاده لدى التلاميذ كهدف يراد تحقيقه، فقوة الشخصية مثلا تعكس أثرها في سلوك التلاميذ مستقبلا، ولذلك يجب أن يساعدهم معلمهم على اكتساب هذه الصفة الجيدة بطريقة مباشرة، كتعويدهم على دقة المواعيد والهدوء وضبط النفس…إلخ. كلها صفات يتأثر بها المتعلم وبالتالي تصبح جزءا من سلوكه العام. ومن هنا تأتي أهمية الاختيار لهذه المهنة وأهمية المواصفات التي ينبغي مراعاتها، فلو لم نراع الصفات الجيدة للمعلم، وكان من بين اختياراتنا، من يتسم مثلا بالجحود والجمود والغطرسة وعدم احترام الغير والسخرية، والكآبة والغباء وسرعة الغضب، والإهمال وعدم الاهتمام، فإن ذلك يؤثر بلا شك في قدرات التلاميذ واتجاهاتهم ونموهم لأن هذه الصفات والمواصفات السيئة تعكس آثارها على سلوك التلاميذ، وبالتالي تخلق مجتمعا مناقضا مريضا يعاني من الصراعات والفشل، وكل أنواع القلق وعدم الثقة بين أفراده[10]
4-خصائص المعلم:
أشارت دراسات تربوية كثيرة إلى وجود علاقات ايجابية بين امتلاك المعلم لعديد من الصفات الشخصية والوظيفية ومدى فاعليته التعليمية، ويمكن تصنيف هذه الخصائص إلى فئتين رئيسيتين، خصائص شخصية عامة، وقدرات تنفيذية على هيئة واجبات وظيفية ومن الأهمية التأكد على انه كلما استطاع المعلم تحصيل هذه الصفات ودمجها كلما تمكن من امتلاك أساليب تعليمية مؤثرة، وممارسة قدرة توجيهية في العملية التعليمية، داخل الفصل وخارجه، ومن ثم إحداث أثر بالغ في شخصيات التلاميذ (الطلبة)، فالمعلم ينبغي أن يتصف بعدة خصائص منها:
أ-الجانب العقلي والمعرفي: يجب أن يكون لديه قدرة تمكنه من معاونة طلبته على النمو وان يكون مستوعبا لمادة تخصصه أفضل استيعاب وأن يكون شديد الرغبة في توسيع معارفه وتجديدها ، مرن التفكير يداوم على الدراسة والبحث في فروع المعرفة[11]
ب-الجانب التكويني: مهنة التعليم مهنة شاقة تقتضي بدل جهد كبير، فالصحة المناسبة والحيوية والجسمية تمثل شروطا هامة لتحقيق هدف ناجح ومفيد كذلك يتطلب من المعلم أن يكون واضح الصوت وأن يغير في نبراته ودرجة صوته حتى يوفر الانتباه الدائم من المتعلمين وحتى يتجنب الرتابة التي تؤدي إلى الملل وتشتيت الانتباه كما يجب عليه (المعلم) أن يحافظ على شكله الخارجي لما له من دور كبير في تقليد الطلبة له واحترامهم[12] .
ج-المعلم وإثارة دافعية التعلم: إن إثارة ميول المتعلمين نحو أداء المعلم واستخدام المنافسة بقدر مناسب بينهم من الأمور الهامة لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات واستعدادات المتعلمين، فدفع المتعلم لأداء مهام لا تتناسب مع قدراته لاشك أنه سوف يتعثر ويفشل ويشعر بالإحباط نحو المعلم ومن ثم عدم الاستمرار في الدراسة.[13]
5-مفهوم القيم:
تعددت وجهات النظر بشأن تحديد مفهوم القيمة على الرغم من التطورات الكثيرة التى طرأت على هذا الميدان المعرفى، ويرجع ذلك إلى عدم وضوح المفهوم من ناحية وتعدد مجالات القيم من الناحية الأخرى، بالإضافة إلى اختلاف الاعتبارات الأيديولوجية والمدارس الفلسفية لدى المفكرين والعلماء والفلاسفة.
أ-فهناك من ينظر للقيم من منظور فلسفى : فهناك المثاليون الذين ينظرون للقيم على أنها مطلقة وثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، مصدرها عالم المثل، وهناك الواقعيون والبراجماتيون والوجوديون الذين ينظرون للقيم على أنها تعتمد على خبرة الإنسان وذكائه وتجاربه الحياتية، ولذلك فهى نسبية تتغير بتغير الزمان والمكان والمواقف التى يتعرض لها، وتقاس أهمية القيم بمدى نفعها والتنمية التى تعود بها على الإنسان، أما الفلسفة الإسلامية فتوازن بين وجهات النظر السابقة، فتؤكد على وجود قيم مطلقة لا تتغير وهى التى ورد فيها نص صريح ووجود قيم نسبية متغيرة تتعلق بحياة الأفراد[14]
ب-وهناك من ينظر للقيم على أنها اعتقاد :فالقيمة هى المعتقدات التى بمقتضاها يتوجه الإنسان إلى السلوك الذى يرغبه أو يفضله[15]، ويؤكد ذلك (ليموس Lemos) بقوله إن القيم مفاهيم مجردة ومتوافرة فى أفكار ومعتقدات الأفراد كالعدل والإيثار والتعاون والإخلاص والتضحية[16] .
ج-وهناك من ينظر للقيم على أنها معايير :حيث عرفها”أبو العينين” على أنها “معايير اجتماعية ذات صيغة انفعالية قوية وعامة تتصل من قريب بالمستويات الخلقية التى تقدمها الجماعة، ويمتصها الفرد من بيئته الاجتماعية الخارجية ويقيم منها موازين يبرر بها أفعاله ويتخذها هادياً ومرشداً، وتنتشر هذه القيم فى حياة الأفراد فتحدد لكل منهم خلانه وأصحابه وأعداءه”[17] ، وعرفها “على الطراح” بأنها “معايير للسلوك والاتجاهات المرغوبة وغير المرغوبة التي يكسبها المجتمع لأفراده من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة كمؤسسة اجتماعية، والمدرسة كمؤسسة تربوية، ووسائل الاتصال الجمعي المتمثلة في الإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح والصحافة، والكتاب، والمسجد والكنيسة….الخ، وهى تعد من أهم موجهات السلوك الفرديوالجماعي، وتلعب وظيفة رئيسية فى تنظيم العلاقات الاجتماعية سواء بين الأفراد بعضهم البعض أو بين الأفراد والنظام السائد، وتتميز منظومة القيم بالثبات النسبي”[18]
د-وهناك من ينظر للقيم على أنها تفضيلات : فيعرف شارلز موريس (Morris) القيم على أنها “السلوك التفضيلى”، ولذلك صمم “موريس” مقياساً يتكون من ثلاثة عشر أسلوباً لمعايشة الحياة، وعلى المفحوص أن يضع تقديراً لكل منها على أساس مقياس تقدير يتكون من سبع درجات تتراوح بين “أحب هذا الأسلوب للغاية إلى أمقته للغاية” ومن خلال تفضيل أسلوب من هذه الأساليب يمكن استنتاج ما يتمثله الفرد من قيم في حياته[19]
ه-وهناك من يربط بين القيمة والاتجاه : حيث إن القيمة هى تنظيم للخبرة تنشأ فى موقف تفاضلى, وتنمو وتتناسق حتى تصبح وحدة معيارية ثابتة تقريباً فى الضمير الاجتماعى للفرد، فى حين أن الاتجاه هو تنظيم للخبرة من نوع خاص يلون سلوك الفرد[20]
والفرد لا يولد مزوداً بأى قيمة نحو أى موضوع خارجى وإنما يكتسب قيمه فى سياق احتكاكه بمواقف كثيرة ومتباينة فى بيئة يكون لها تأثير عليه فيتكون لديه بعض الاتجاهات الخاصة التى تتجمع بعد ذلك فيما يسمى بالقيم[21]ويؤكد ذلك مورى Murray بقوله : إن القيم تمثل موقف الفرد نحو الأشخاص والأشياء وتكون مرتبطة بالاتجاهات التى تكون بمثابة مؤشر رئيس لها، وهى تتحدد فى إطار العلاقة بين الفرد وبين الخبرات التى يكتسبها, أو يتعرض لها فى موقف معين[22]
وقد تبنى البحث الحالى مفهوماً إجرائياً للقيمة تمثل فى كونها: مجموعة من المعايير والأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله فى المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته يراها جديرة بتوظيف إمكانياته، وتتجسد خلال الاهتمامات أو الاتجاهات أو السلوك العملى أو اللفظى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
6-تصنيف القيم:
برغم تعدد المحاولات من جانب الباحثين لوضع تصنيف للقيم، إلا أنه لا يوجد تصنيف واحد متفق عليه حتى الآن، فلقد بدأت المحاولات في هذا الإطار منذ القدم حينما حدد أفلاطون الطبيعة والحق والفضيلة، ولهذا يعد تصنيف أفلاطون الثلاثي من أشهر وأقدم تصنيفات القيم من الناحية الفلسفية[23] وهذا معناه أن عملية التصنيف تختلف باختلاف المعيار الذى تصنف على أساسه ، فهناك تصنيف سبرنجر( spranger)الذي يعد من أشهر التصنيفات في مجال القيم ،حيث قام بتصنيفها طبقا لعدة أبعاد، منها :بعد المحتوي الذي شمل القيم النظرية، والسياسية ،والدينية، والاجتماعية ، والجمالية، والاقتصادية، ثم بعد الشدة، وشمل القيم الملزمة والقيم التفضيلية والقيم المثالية، ثم بعد المقصد، الذي شمل القيم الو سائلية والقيم الغائية، ثم بعد العمومية الذي شمل القيم العامة والقيم الخاصة، ثم بعد الوضوح، الذي شمل القيم الحركية والقيم الضمنية، ثم بعد الدوام الذي شمل القيم الدائمة والقيم المؤقتة[24]
–القيم الاقتصادية: وتتمثل في اهتمام الفرد وميله نحو ما هو نافع ، متخذا في ذلك العالم المحيط به وسيلة للحصول على الثروة عن طريق الانتاج والتسويق واستثمار الاموال.
– القيم الاجتماعية: وفيها يميل الفرد الى غيره من الناس ويتفاعل مع محيطه الاجتماعي خدمة للغير ومساعدتهم ومحبته لهم.[25]
– القيم السياسية: ويتوجه وفقها الفرد للحصول على القوة بهدف السيطرة على الاشخاص وتوجيه مصائر غيره من الناس.
–القيم الدينية: وينشغل فيها الفرد بالاهتمام الى معرفة ما وراء العالم الظاهري حيث يعتقد بوجود قوة تسيطر على عالمه وهو يحاول ربط نفسه بهذه القيمة .
القيم النظرية: تتمثل في اهتمام الفرد بالكشف عن الحقائق حيث يوازن بين الاشياء على اساس ماهيتها ، كما انه يسعى وراء القوانين التي تحكم هذه الاشياء.
–القيم الجمالية: وهي القيم التي تهتم بما هو جميل من ناحية الشكل لذلك ينظر الفرد الى العالم المحيط به نظرة تقدير من ناحية التكوين والانسجام والتوافق الشكلي .[26]
وما يجدر التنويه به من خلال تصنيف سبرانجر ان هذه القيم توجد مجتمعة في كل فرد غير انها تتباين في تدرجها من فرد لاخر حسب قوتها وضعفها داخل نفسية الفرد والمحيط الذي يعيش فيه .
وتصنيف كلاكهون ، وتصنيف لامونت ،وروبرت ردفيلد ، واميل دوركايم وريدر ،وغيرهما.
7-مكونات القيم:
تشتمل القيم على المكونات التالية:
أ-المكون المعرفي: ويشمل المعلومات والمعارف النظرية والأهداف وعن طريقه يمكن تعلم القيم، فهو يتصل بالقيمة المراد تعلمها.
ب-المكون الوجداني أو الانفعالي: ويشمل المشاعر والأحاسيس الداخلية وعن طريقه يميل الفرد إلى قيمة معينة.
ج-المكون السلوكي: هو الجانب الذي تظهر فيه القيمة على شكل سلوك ظاهري أو فعل يستخدم في الحياة اليومية[27]
8-أساليب تنمية القيم السلوكية: هناك مجموعة من الأساليب نجمل أهمها فيما يلي:
أ-أسلوب القصص القرآني والسيرة النبوية:
إن القصص القرآني هو احد وسائل غرس القيم الإسلامية التي تهدف إلى بناء الإنسان المتكامل بكافة جوانب شخصيته، وقصص القران عديدة وشاملة منها قصص الأنبياء والصالحين، وقد استخدم القصص القرآني أسلوبا تربويا والقصة لها تأثير فعال بما تحمله من أمثلة في مجال القيم التربوية وبدراسة القيم التربوية في القصص القرآني تعبير عن واقعنا، ومن مزايا القصص القرآني أنه ينفرد بخصائص ومميزات نستطيع من خلالها استقاء القيم التربوية الإسلامية في تربية النشء ومن خلالها نستطيع فهم صورة حية عن حياة الأمم السابقة ولها أغراض متعددة وتتسم بالواقعية.
أما السيرة النبوية فهي أيضا تعتبر أهم مرجع زاخر بمآثر الرسول الأعظم والقدوة الأمثل للجيل الجديد والاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والاستنان بسننه أهدى السنن، ويمكن أن يتعلم الطفل العديد من القيم الإنسانية والدينية الايجابية مثل: الإيمان-الصبر- الشجاعة، الكرم الإيثار، العطف، التسامح، الصدق، الأمانة….إلخ[28]
ب-أسلوب حل الخلاف:
يقصد بهذا الأسلوب مساعدة التلاميذ على أن يحلو مشكلاتهم وخلافاتهم بأنفسهم، بتعزيز مهاراتهم الاجتماعية، ومهارات التفاعل اللفظي، والتعبير عن مشاعرهم، وفهم العواقب المترتبة على سوء السلوك، حتى يتحلوا بصفة تحمل المسئولية، وتعزيز سلوك الاستقلالية لتنمية قدراتهم في حل مشكلاتهم دون تدخل الكبار ، ويمكن تلخيص الأساليب التي يمكن أن يلجأ إليها المعلم عند استخدام أسلوب حل بناء على النموذج الذي اقترحه ليكونا على النحو الآتي:
-المنهج المخطط: المقصود به تصميم برنامج يتضمن وحدات تتخللها نشاطات ومواقف تشجيع التلميذ على أن يفكر ويكتب ويعبر عن الأنواع المختلفة من مواقف الخلاف بينه وبين بقية التلاميذ، ثم تعليمه كيف يحلها، ويتضمن المنهج عدة وحدات، كل وحدة تحتوي سيناريوهات لمواقف خلاف بين أطفال، ثم أسئلة للتلاميذ تطلب منهم أن يحددوا عاقبة السلوك الذي قام به كل طرف من أطراف الخلاف، والقيمة المتعلقة به، الايجابية منها أو السلبية.
-الاجتماعات الصفية وأسلوب تمثيل الأدوار: يستخدم هذا الأسلوب لتعليم التلاميذ مهارات حل الخلافات التي تحدث بين التلاميذ بالفعل، ويمكن استخدام نشاط تمثيل الأدوار من اجل التعامل مع هذه المشكلات، أو تجنبها. إن أسلوب تمثيل الأدوار جذاب ومشوق للأطفال، لأن الطفل يتعلم عن طريق التجسيد الحسي للمواقف، والمشاركة الفعلية بالجسم والمشاعر والخيال، ويجعل الموقف سهل الفهم والتعميم لمشكلاتهم في واقع الحياة، وتطبيق الحل الأمثل يجعل الطفل أكثر ميلا لاستخدامه فيما لو واجه موقفا مماثلا له في حياته، لأنه ينمي حس التعاطف لديه[29]
ج-أسلوب التأملات الأخلاقية:
والمقصود به هو إعطاء الطفل فرصة للتفكير ليكون أكثر قدرة على اتخاذ القرار السليم، بدلا من التهور والاندفاعية والإتيان بجوال سريع ولكنه خاطئ، وفائدة التأمل أن يعطي التلميذ فرصة للوعي بتفكيره ومن خلال هذا الوعي يطور قدرته على اختيار نوعية أفضل من القرارات.
ان التأمل يبعث الهدوء والطمأنينة في نفس الطفل، مما يجله يركز في تفكيره، ويعمل على خلق فضاء ذهني، ويجعله يلامس ذاته الداخلية كما يساعده على تنمية الحس بالمسؤولية، وبناء علاقة ايجابية مع الآخرين، وأسلوب التأملات الأخلاقية هام لتنمية البعد المعرفي من الأخلاق، وهو الجزء الهام من الذات الأخلاقية الذي يجعلنا نتخذ قرارات أخلاقية سليمة تتعلق بسلوكياتنا وسلوكيات الآخرين، وذلك من خلال: الوعي الأخلاقي، والفهم المتعمق للقيم الأخلاقية، والقدرة على التعاطف مع الآخرين، وإدراك وجهة نظرهم، والقدرة على الحكم الأخلاقي، أي إدراك السبب وراء كون بعض التصرفات أفضل من غيرها أخلاقيا، ودراسة احتمالات عواقب السلوك، والقدرة على النقد الذاتي وضبط النفس.
د-أسلوب تنمية القيم السلوكية عن طريق أدب الأطفال:
يمكن أن تندرج تحت هذا الأسلوب نوعان من القصص: قصص الأبطال والمشهورين، ونماذج رمزية عن قصص الحيوانات.
-قصص الأبطال والمشهورين: هناك اهتمام متجدد بتنمية القيم السلوكية وتعليمها عن طريق قصص الأبطال والمشاهير. ويؤكد التربويون على أهمية استخدام النماذج الايجابية من العظماء والأبطال لتشجيع التلاميذ كي يحذوا حذوها ويقلدونها لتعلم القيم الايجابية مثل الأمانة، الشجاعة، الصبر، الإخلاص، الاستقلالية، المحبة، العدل والاحترام والمسئولية.
وقصص الأبطال تجذب الأطفال، وتثير اهتمامهم وتساؤلاتهم، وتدعوهم إلى تأمل القيم التي عبر عنها هؤلاء الأبطال، وبالتالي تقليدها مستقبلا، فقصص البطولة تستثير حلم البطولة داخل نفس كل طفل عن طريق تقمص هذه الشخصية والتوحد معها.
-نماذج رمزية عن قصص الحيوانات: بالنسبة إلى الأطفال الصغار من الممكن استخدام أدب الأطفال عن طريق الحيوانات الطريفة، لأن الطفل قبل سن السابعة، يتسم تفكيره بالإيحائية، وتكون الحيوانات مثيرة طريفة مليئة بالحركة والخيال وقريبة إلى نفسه، ويمكن أن يفيد هذا الأسلوب في تعليم الطفل القيم الأخلاقية مثل الصدق والأمانة والتسامح، والقيم الاجتماعية مثل التعاون وطلب المساعدة والمشاركة[30]
9-دور المعلم في ترسيخ وتنمية القيم:
ان المتوقع من المعلم أن يهتم بإنماء شخصية التلميذ جسميا وعقليا ووجدانيا وخلقيا وسلوكيا، فعلاوة على المعرفة التي يكسبها للمتعلم فهو يسعى إلى إكسابه مجموعة القيم والاتجاهات المقبولة اجتماعيا كما ينمي لديه الأخلاق والمعايير الخلقية القويمة، كما يغرس لديه العادات السلوكية الايجابية وينميها بمختلف السبل ومن خلال مختلف المواقف الهادفة.
فالمعلم يقوم بدور إرشادي توجيهي ووقائي وعلاجي في آن واحد[31] وعند تعلم الاتجاهات والقيم، لابد من تعلمها عن طريق الاتصال الفعلي بمواقف تتضمنها وتمثلها، فعلى المعلم ربط ما يدرسه التلميذ بحياته العامة، وفي عملية الربط هذه يمكن للمعلم أن يقدم الكثير من الاتجاهات والقيم، أي أن مهمة المعلم هنا تهيئة مواقف تربوية تتضمن بعض الاتجاهات والقيم المرغوبة حتى يتم إيمان الطالب بهذه الاتجاهات والقيم.
وليتمكن المعلم من تكوين البصيرة الخلقية لدى طلابه ينصح “جون ديوي” بتعليم الحقائق الخلقية عن طريق تعليم العلوم في المدرسة على أساس أن الحقائق الخلقية كحقائق العلوم الأخرى، وير “أن الشيء الوحيد الذي نحن بحاجة إليه هو أن نعترف بأن القوانين الأخلاقية واقعية بنفس المعنى الذي نرى به القوانين الأخرى واقعية أيضا، وأنها فطرية في حياة الجماعة وفي مجرى نظام الفرد”. كما يرى أن مثل هذا الطرح ميسور أما المعلم “سيجد المعلم الذي يعمل بهذا الإيمان فرصا أخلاقية وكل فرع من فروع الدراسة وفي كل خطة من خطط التعليم وفي كل عارضة من عوارض الحياة المدرسية من أول يوم فيها إلى آخر يوم”[32] ويوضح “ديوي” في وجهة نظره بطريقة تطبيقها في المدرسة وكيف يمكن استخلاص درس أخلاقي من كل علم ومن كل معرفة، فيقول في تدريس التاريخ مثلا “وسوف تقاس القيمة الأخلاقية لتدريس التاريخ بمدى معالجته كمادة لتحليل العلاقات القائمة أعني بمقدار ما يقدمه من بصيرة لما تقوم عليه بناء المجتمع وطريقة عمله” وكذلك الرياضيات يقول “إن الرياضيات تؤدي أو لا تؤدي غرضها الأخلاقي الكامل طبقا لطريقة عرضها كأداة اجتماعية” ويرى أنه يمكن أن تكون الرياضيات والحساب والجغرافيا واللغة والأدب وسائل للنمو الخلقي إذا تم تعليمها على أساس أنها أدوات لتقديم خدمات اجتماعية ولا يمكن حدوث تعليم خلقي في إطار هذه العلوم إذا كانت دراستها دراسة ذاتية وتمثل غاية في نفسها، عندئذ تكون علاقتها بالتعليم الخلقي كتعليم السباحة بعيدا عن الماء.[33]
10-كفايات المعلم للنجاح في دور تنمية القيم:
نجاح المعلم في تنمية القيم الخلقية لدى الطلاب يتطلب توافر كفايات علمية ومهارات متعددة وإتقان مع حسن اختيار لأنسب الإجراءات التي يقوم بها ليحقق الأهداف المرجوة من المواقف التربوية الكثيرة والمتنوعة ، كما أن هناك بعض المتطلبات التي لابد من توفرها لدى المعلم:
-الثقافة العامة: لاستثمار دوره المعرفي والثقافي في توظيف المعلومات والمعارف التي تتضمنها المقررات الدراسية لتنمية القيم الخلقية لدى طلابه.
-التمكن من المادة العلمية مجال تخصصه: فغزارة علم المعلم وحرصه على تطوير قدراته وخبراته العلمية ومتابعته المستمرة لكل ما يستجد في ميدانه يمنحه قدرة كبيرة في التأثير على طلابه.
-الرغبة الصادقة في نشر العلم وإفادة المتعلمين: وهذا ما يساعد المعلم في تحمل معاناة العمل الدؤوب لمصلحة طلابه.
-إتقان مهارات وطرق التدريس الفعالة: طرق التدريس لكي تكون فعالة ومؤثرة لابد أن تكون شاملة للمؤثرات التربوية الايجابية التي تسهم في اكتساب الخبرات وبناء الاتجاهات وتنمية الفضائل الخلقية في نفوس الطلاب.
-القدوة الحسنة: أمام طلابه في مظهره وسلوكه وتعاملاته.[34]
الخاتمة :
ان المعلمون هم نماذج يقلدها التلاميذ بالدرجة الأولى، كما أن دورهم يتعدى ذلك إلى كونهم وكلاء لتنمية القيم، فدور المعلم ليس تعليما فقط بل أخلاقيا أيضا، وهو يتولى مسئولية اتخاذ القرار باختيار القيم الأخلاقية التي يجب أن يعلمها تلاميذه ضمن المنهج، واستخدام أساليب معاملة التلاميذ التي تعزز القيم، وكذلك أساليب التقويم التي تتسم بالنزاهة والعدالة، وأساليب إدارة الصف المبنية على الأخلاق الحسنة،
أي أن يتبع المعلم القيم الأخلاقية الايجابية في التعامل مع التلاميذ، كأن يكون أمينا في تدريسه، ملتزم بمواعيده وأوقاته، صادقا في كلامه، يفي بوعوده، عادلا في درجاته للتلاميذ، غير متعصب لفئة معينة من التلاميذ بسبب عقيدة أو خلفية اجتماعية أو اقتصادية، أو قدرات عقلية ويعامل جميع تلاميذه على قدم المساواة[35]
التوصيات والاقتراحات:
- اقامة دورات تكوينية للمعلمين على تعليم القيم.
- تضمين المناهج الدراسية مقررات خاصة بتنمية المهارات اللازمة لإكساب القيم كمفهوم المسؤولية الاجتماعية ،الملكية العامة والمواطنة والمشاركة في اتخاذ القرار…الخ.
- العمل على توحيد جهود الاسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الاخرى وتظافرها في مسار واحد يخدم تنمية القيم السلوكية لدى المتعلمين .
- أن تخرج الكلمات من عاطفة مخلصة مؤثرة فيكون المعلم مؤثرا، خاصة في موضوعات العرض التاريخي.
- التوسيع في الأنشطة المصاحبة للمنهج التي تساعد على نمو الشخصية وتنمية الميول والمواهب.
- أن يراعي حالته النفسية لأنها تؤثر مباشرة في مادته فيوجه الطلاب بالكره حتى لو كان دعوة للتمسك بالقيم والأخلاق.
- أن لا يقوم أسلوبه التعليمي على الحشو والحفظ والتلقين بل العمل على تنمية مهارات القيم والإبداع والتحليل والنقد وحل مشكلات المتعلمين.[36]
[1]– الابراشي، محمد عطية ، 1993: 81
[2] -عبد الرحمن يحي،1427ه: 24
[3] -محمد عبد الرحيم عرس، دت :12
[4] -زكرياء إسماعيل أبو الطبعات، 2009:07
[5] -علي أسعد وطفة، 2004 :93
[6] -محمد حسن العمايرة، 2007: 86
[7] -بن لامة سهام، 2008: 102
[8] -زكريا اسماعيل،2009: 15
[9] -زكريا اسماعيل،2009: 15
[10] -زكريا اسماعيل،2009: 16
[11] -شوق محمود، وسعيد مالك، 2001:25
[12] -عبد السلام، 2000: 84
[13] -محمود عطية هنا، 1984: 80
[14] -ضياء زاهر، 1996م
[15] -محمد إبراهيم كاظم ،1970: 11
[16] -Lemos. R. M. 1995: 17
[17] -على خليل مصطفى، 1988:34
[18] – على الطراح ، 2001: 84
[19] -محي الدين أحمد حسين، 1981: 36
[20] -سعد عبد الرحمن، 1983: 156
[21] -يوسف سيد محمود،1991: 33
[22] -, T., 1999. PP.41-50 Murray
[23] – محمد أحمد، 1990: 161
[24] -عادل غزالي ،42:2007.
[25] -مصطفى سويف ،1975
[26] -عادل غزالي ،2007: 42
[27] -شرقي حورية،2017: 56
[28] -احمد فاضلي ،ايت حمودة حكيمة، 2014: 165
[29] -احمد فاضلي ،ايت حكيمة حمودة،2014: 166
[30] -احمد فاضلي ،ايت حكيمة حمودة،2014: 166-167
[31] -عبد الرحمن يحي ،1427ه: 25
[32] -ديوي، جون، ترجمة أحمد أمين، 1966: 61
[33] – ديوي، جون، 1966: 41-49
[34] -عبد الرحمن يحي ،1427ه:28
[35] -ايت حكيمة حمودة،دت:32
[36] -سهام صوكو، 2009 : 102-103
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *