728 x 90

“راديو للبيع” قصة قصيرة عبدالحميد النجاري

“راديو للبيع” قصة قصيرة عبدالحميد النجاري

لاحديث في الراديو هذا المساء إلا عن الحرب!!
طلبت من صغيرتي التي تعد الرغيف للفراخ أن تتحسس من زجاج النافذة الشارع المجاور. لافجوة نهرب من خلالها، قالت بحشرجة…الشارع متخن بالعساكر والجثت. لا بشارة في الأفق. وحدها المنايا تتمايل في الخواء، تسير إلى ما لا نهاية.
صوت المذيع في الراديو كصوت بومة معلقة فوق عمود كهربائي قبالة بيتنا. لافرصة للحلم هذا المساء. ولا أمل في غرس نبتة في الصباح.
قلت لنفسي وأنا أستلُّ ذاكرتي من هذا الخراب؛ لماذا نملأ الصبايا بهذا الرعب؟!!! لماذا لانحشوهم ببعض القصائد الغزلية، لربما قد يجدون فيها فسحة للحب…؟لماذا؟؟

ما زالت صغيرتي تمشي في ذاكرتي واثقة الخطوات، تضع القليل من الماكياج على وجنتيها بكل براءة، تغازل أحمر الشفاه، تنثر الحب من شرفتها للفراخ…
وخطبة الراديو مازالت كما هي!! لاحديث إلا عن الحرب!! واستباحة إفريقيا من دول الغرب…ومؤامرات البنك الدولي…
قلت: لا خير في راديو يخنق صاحبه. ثم علقت صورته في مواقع البيع والشراء مرفوقة بإعلان كتب بخط بارز
“راديو للبيع”.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المقالات